.
.
.
حديثُ الحب لا يخبو مهما طالَ الأمد و مدت السنين سجادتها على وجوهنا التي تبقي فيها من مراحلنا الكثير من الذي لا نستطيع البوح فيه, وتحمله عيوننا التي تحترفُ الكلام الصامت جدًا. هذه الكلمة المكونة من حرفين جعلت الأفئدة تحارُ في وصفها مهما اختلفت أو اتفقت لا فرقَ, فالقلبُ الذي يحب يعلم بالشعور من الذي يحبه, وهو لن يعرف ما السبب إذا أحبهُ فعلاً – كثيرًا ما تكونُ الأسباب مختلقة و لا تقف أمام هذا الشيء العظيم- فالحب الذي يخضعُ للأسباب و للأفكار التي يسوقها العقل, لا يعدوا كونه مناقصة اقتصادية, أو مضاربة في سوق الأسهم ولا يتعدى هذا المعنى مطلقًا فهو إذًا الحبُ المعلب بالحاجة المستوردة من المدينة الحديثة. إن هوَ بدأ من العينِ التي تعرفُ محبوبها قبلَ لقياه لصفته المُتجذرة في أعماقِ النفس الإنسانية, فالنفس التي تهوى و تحب الأن أولَ مرّة قد فعلت سالفًا لِذات المحبوب قبلَ المرة الأولى إذ يستحيل أن يكون هذا الحب موجودًا على الأرضِ أولاً دون وجود شجرته المثمرة في النفسِ قبلاً فكيف يبنى المبنى بلا قاعدة, و كيفَ يستقيم المعنى بلا صورة له ظاهرة في أعماقِ الإنسان. من هذا المعنى يتكونُ الاختلاف أيضًا بوصف الفهم مؤثرًا جدًا في تصور المتصور ثم ظاهرًا في أفعاله و قراراته بَعد ذلك لنرى صورتها الأشد في الحروب و المخططات للقضاء على بني البشر ليتحول الإنسان بأفكاره أيضًا إلى جنسٍ أخر غيره, أو يتشبه بالثبوت فكرةً للبقاء و الثبوت يقتل الإنسان بَل يُصيب إيمانه أولاً ليحدث التحول الأول بعد الجمود حينئذ وهكذا تنسخ بيوت لا عماد لها من أفكارٍ تنشأ عن الثابت. إنَّ الحب يشكل قيمة عظمى مُتحولة فهو يعينُ على التغير و التَغيّر وهو ينبتُ في النفس التي أحبت قيمًا عظمى فمهما سمى بالحب سمت روح صاحبه إلى العلى, و مهما أقر أنّ الحياة هو طلبُ الرزق و الأكل والشرب والنوم صارَ إلى ما طلبهُ وصار إليه بعد ذلك هكذا يوضع بين الإنسان وبني جنسه فيصلاً فبحبه لذاته, لبيته وعائلته وأقارنه, يكون مؤسسة ترعى المحبة و مصالح بني أدم ومن تلك المصالح إخبارهم بالقيمة الحقيقة ( التوحيد) ومهما بعد الإنسان عن هذا المعنى كان إلى النقيض أقرب و ألصق والله المستعان !
.
.
.
تعليقات
إرسال تعليق
علق وجودك بالكلماتِ التي تكتبها لتحيا في رُده الشعور...