ضجيج للبدايات.

ضجيج يعبثُ بالتفاصيل و يشتت الخيوط الرفيعة التي تتصل بالأشياء. حرف آخر يتسكع على السطر، ويفرض تبختره كأمرٍ حتمي لا مفرَ منه، و أنا ما زلت أراقب من بعيد ماذا حدث. الكثير من الناس يقرأ (الأفكار) التي يؤمن بها، ويرمي بالأخرى عرض الحائط وكأنها لم توجد! الكثير الآخر يقرأني مرة بعد أخرى ليقول كم أنا صعب، ومستعصي جداً على عملية القراءة، دوماً ما كان الإنسان ينتقد ذاته في الأخرين، لذا الأكثرُ سخطاً على الأشياء أكثر سخطاً على أنفسهم. مرَّت أيام مذ إبتدأتُ كتابة هذا النص و الأن فقط أعود لكتابته أخرى ، برؤيّة جديدة . أحياناً نحتاجُ لبترنا عندما نُمعن في القطيعة، عندما نكونُ سبباً لآلام الأخرين - أولئك الناس يحسون بكل هذا الوجع لأنهم يُحبونا ولولا ذاك ما ربطوا مصيرهم بنا . الكثير يلهثُ باحثاً عن الحب، ولا يراه قابعاً بالقربِ منهُ، يترك الموجود الثابت ويبحث عن المشكوك المُتغير!، وفي خضم هذا الضياع يفقدُ ذاته في أماكن عِدة، يصبحُ جمعها صعباً وحينها فقد يفهم كم كان مخطأً ويتحسر على ما فاته بقيّة العُمر . راحل بين ردهات الذاكرة، أداوي الجرحى و أسمع صوتاً للأنين في قلبي خطوتي في هذا الدرب للنور المخبأ تحتَ ستارة الليل، وكأن السعادة خبيئة الأيام - ظاهرةً في بواطن الأشياء و في أحيانٍ ظاهرها لتراها العيون بأي طريقة رأت . ها أنا فوقَ الضجيج أرى شجرة الصمت تنبتُ غاباتٍ جديدة ، والقلم الذي كتبتُ به يشتاق لأكررَ ذلك مرّاراً، و أكررُ بثَ آلام العالمين و أسكنها الذكرى اليتيمة، والذاكرة الحُبلى بالمعجزة ! .

تعليقات