الصديقان العظيمان : عبدالمجيد وعبدالرحمن

الأمير عبدالرحمن 

الأمير عبدالمجيد .



تتبدلُ الأشياء، أسمعُ صوتاً للمدينة في دمي ، ينتقلُ بينَ الأزقة والشوارع ، حزن آخر يختارُ أن يبقى في ذا الفؤاد، و مرحلة جديدة تبدأ، لأعيشهُ وكأنهُ سعادة مُطلقة ! . كلنا يمرُ بكثير من الأشخاص في حياته، سواءً كان اجتماعياً ، أو دون ذلك، وليعيشَ : سيسمع صوتاً آخرا غير صوته الذي عرف، وسيتشارك بعضاً من حيّاته ليعيش آخرون وتستمرُ بذي المعادلة، غيرَ أن ما يبقى أثرهُ في الذاكرة قليل ، أنا لا أتذكرُ كم المرّات التي سافرتُ فيها، لكن سفري العميق للذات لا ينسى ، ولقائي بذواتٍ نبيلة، لا ينسى ، و أما ما يطبعُ في النفس ، ويؤثر جلياً في طرقنا بالعيش ، يغيرُ رتابتنا، طريقة تفكيرنا : فقليل ، لكنهُ أكثر بقاءً من الكثير الذي يمر وربما لم يترك أي انطباع في النفس ! ، الأغلبُ يعرف أن الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام، لكن الوعي بهذه الخيّرية ولمسها بجلاءٍ ظاهر، نادر، و من ذي النُدرة يعرفُ الناس أن أعلى الهرم، أضيقُ من أعلاه . إن معرفتي بالموقرين: عبد المجيد وعبد الرحمن الفايز الناصري لم تكن بالقريبة، وكل ما تأملتها خلتها ابتدأت قبلَ الولادة، فهي في قوتها أثبتُ و أصمد من الجبالِ الراسخة، وهي في ما تحققه من الثمارِ لا يحصى ولا يُعد ، فإنما الوفاء نابع منهما، فأصبحتُ أرى في كلِ وفيّ بعضُ منهما، ليوصفَ بالوفاء . مرّت سنوات عديدة مذ أول لقاء، تحقق فيها من المواقف والأحداث ما رسخ عمق المودة، والحُب الذي بدا يلتحم بالأرض ، ويسقيها من حلو ما نبع منهُ من الخيرات الجليلة، وكيف لا ، وهما الكريمان أبناء الكرام . إن الأميرين عبد الرحمن وعبد المجيد جمعا مع كونهما من بيتِ إمارة - في الفرعة و النواصر- كونهما أمراء يقتدى بدلهم، وهديهم في محاسن الأخلاق ، لقد صارا مدرسة ترنى للطلب و الاقتداء، ومن ذا الرسوخ الذي ورثاه كابراً عن كابرا، مُمتداً ليرى فيه عظمة العرب، وقوتها إذ هي انقادت لسيدها محمد - عليه السلام- . تشرقُ الحيّاة، وتتبدلُ أسباب التعاسة أسباباً للأفراح، و يصيرُ للمعاني أثر بالغ في يومياتنا، نعيشُ : بطرقٍ جديدة، و تتشكلُ الذاكرة من جديد ، لتحوي ذا السمو، والرفعة، ولتقوى وتعز بهما . من القلبِ :  أحمدُ لله الذي جمعنا بصفوة العرب، وعظمائها ، والحمدُ لله الذي أكرمنا بذي الصحبة الجليلة ، أدام الله بني تميم و أبناءها، وكبرائها، على الخير والرفعة بين القبائل والأمم ، ولكما يا صديقاي الحب والوفاء الذي تعرفان ، وزيادة .
هيثم البرغش آل ريس 




تعليقات