مرَّة أخرى تتجددُ أسباب الكتابة، الألم على أشده حد الفقد، واللغة تبكي، أياماً ماضيّة . إنهم يمارسون أشد أنواع الخذلان، فقط لأنهم لا يستطيعون رؤيتهم، في قلوب من أحب بصدق، من سمى عن الأسباب، ليتشارك الوجود إندماجاً وفناء! . نحنُ نعلم، أننا نتوجهُ، لطرقٍ وعرِّة، ربما قطع بنا السبيل ، وتفرطت في قيض السفر الأسباب، فالقلوب التي ننشدُ ربما انقلبت، و إتخذت قِبلة أخرى لتعلقِ أفئدتنا بذا الأثر، نتبركُ به، نتخذه رداءً يقينا وحشة الشعور، ونوقفُ الجراح عن المسيّل . هذه المرآة التي ألفتها، و ألفت وجهي، لا ترى وجهاً سواي، مهما وقفَ الجمعُ أمامها، ورغم الوقت، تبدو التفاصيل الأولى لم تتبدل، إلا أن المشيبَ غزا رأسي ، وبدوتُ بهِ للحقيقة أجلى و أقرب، وكأن الذكريات تختارُ الأن؛ لتنبع من القلب، لطورِ الكتابة، ولطور الحب يُغلف مدينتي، فأراها كمن لم ترى مدينة أخرى، في حُسنها، وبهائها، ويظهرُ وجهك الأنقي ، الأتقى ، ليدمج بي، ولا يعبرُ النسيان هذا الجسد_ولا ذي الذاكرّة، كيف ينسى: من علق صوتك في تركيب كلامه، ومن صارت أبجديته لغتك التي تحكي ؟ . ماضٍ لبقاء آخر، يخلصني الماضي الضاج بي حدَ الصمت المُطبق، والحزن يبثُ من ذا الجسد . أخطوا وبملأ الإرادة لنهاية، أُحذر منها، و أراها إنبلاج ضوءٍ، يشتتُ عمتي، يأسرها بظلِ الذاكرِّة، و أتذكرُ قليلاً إذا انتصفتُ بالليل، و أخترتُ التوقفَ على ذي الأطلال، ولتكون الذكرى باقيّة رغم التناسي الذي نقترفه، لنسلوا عن بعض الآلام، نخدرنا، لنبقى بمظهرٍ لائق، بينما هناك ما يدورُ في الخفاء، يصرفُ أذهاننا إليه، وذا بقاؤه فينا، أين ما حللنا ظهر، و أين ما صرنا تجلى في عمق المكان، وكأنهُ معلق برآتنا التي تتنفسه، لتبقى.
لقد فهمتُ الأن أنّ أعظم الأسباب هي: ما يخفى علينا، أن نُحب، لا نعرف لِذلك سبباً، وذا أجلُ الأسباب التي تكشفُ عمق المحبة، وتغلغلها في النفس، إذ لا يغيرها تغير، و لا يزيلها إنعدام سبب، لأنها واقعة بلا سبب، وذا: إندمجُ روحين إلى واحدة، وهو مُصيّر الذات، لطريق المحبوب، مهما وعرت مسالكه، وصعب على النفسِ المُضي به، فما جبلت عليه نفسي يمحى، ويصيرُ للغايّة، و إن لم يطلب وصولاً، لماذا نصل؟ - الوصولُ : ما ينهي كل ذا الشوق واللوعة، لذا نشتاقُ أكثر حالَ اللقاء، منا قبله . سأكتبُ؛ لأحطم كل تلك القلاع بيني، وبين ما أشعر بهِ، و أجعل من صمتي لغةً تبثني للعالمين ، ولأقول: أني أُحبك كثيراً، فوق كل شيء يجعلنا مختلفين، ومع كل ما يقربنا لنكونَ : أقرب مع كل يوم جديد . أمحو ما علق في قلبي من أثر الخناجر، قلبي صفحة بيضاء، يمحو الموج كل أثرٍ للسواد فيها، و يرسخُ ذا الحب أكثر، مع كل رحيّل ندعيه، ومع كل منطقٍ للكرامة نُغلف بهِ حاجتنا، وضعفنا إتجاه الحب، ومن نحبه، لِذا: محوتُ كل تلك القوانين، وصرتُ لا أعبئ بها، لأحبك أكثر، ولتبذر في صدري أسباب أخرى للكتابة، للعيش إنكفاءً على الورق، و إنطلاقاً من الذات، تسكنُ كل وقتٍ ومكان، للخلود الذي شيدته، بالذاكرَّة المكتوبة، وبي عاهلاً لآلام العالمين .
تعليقات
إرسال تعليق
علق وجودك بالكلماتِ التي تكتبها لتحيا في رُده الشعور...