ضجيج للذاكرة أم لأرقها؟

 يترنحُ الماضي على يدي الشوق، فأنسى ، يذوبُ الحزن في كوبِ قهوتي ، وذا المقهى الحزين، يضجُ  بالذكريّات السعيدة 
يأتي صوت من عمقِ الضجيج، ينادي بإسمي، اسمي الذي لم ينطق بهِ أحد قط، يعبرُ المكان هوناً لينثرَ أسئلته، في قلبي، و أتوهُ في كومةٍ من الإجابات المُغلفة، بتوقي ، وحزني . لم أعد أعرف، لم أعد أعي ، أيّة فروق بين المحطات، و المُدن، إلا أنها تشتركُ في جهلي ! . لقد سافرتُ كثيراً، لكني لم أذهب لأي مكان، لقد بدت الأشياء تنبعُ مني لذاك الحد الذي يقتنلني ، فمع أنها جزء مني ، هي تختارُ أن تكون بملئ إرادتها، خارجة، و مُتمردة عني ، و أن تزرع أفكاري، في حقولٍ لم أخترها، لِذا: أتعلق بها، حد الجنون . دوماً ما كانت تغريني صوت خطواتي، ما أنا مُقبل عليّه، وبالرغم من كل شيء، أنفصلُ عنه، قدر إندماجي ، لذا: أُدمج بالأماكن، ويضيعُ في صدري الزمان، أنا أتذكرُ الأن، أن أنسى ، أن أبتاع أسباباً فارغة لكي أعيش، بينما أعلمُ أني للموتِ أقرب، ومع ذا ما زلتُ أشد الناس حزناً، يا وحشة الفراغ في صدرِ الذاكرة، يا ضياع الدمع في مُقلة الآمال ، و يا كثباً، لكل صدرٍ دون للنسيان حكاياهُ القديمة، أين أنت؟ . سؤال ما زال يدقُ نواقيسه في يومي، و يتشبثُ بكل فكرة، تريدُ الخروج عن ذا السرب، القاتل، و المُوغل بالحيّاة. عندما كنتُ أتتبع بعض الأشياء، بدا لي إنعكاسها بالنقيض، أنا أراها أشدُ وضوحاً من ذي قبل ، لذا أصبحتُ أفضل الصمت، وصارت أفعالي أكثرُ ما يدل على توغلي بالحب، بالعشق، و الذوبان، في ذواتٍ ساميّة تضيء طريقاً، أعبرهُ، للطريقِ الواحد، للطريق الأول، ثم أجدُ الذات التي توزعت بالأمصار، ماثلةً، و تعودُ لذا الفؤاد . لم أعد أقرأ وجوه العابرين، لقد صرتُ أراها، و أنا مُغمض العينين، توحدتُ مع حزني ، فصرنا، لغةً، وجسداً، واحدا . الجمعُ الذي يرفضُ من أنا، يجهلُ ذاته، فهو إذاً، مُتعلق بي ، يفتشُ عني بين أفكاره، بين مُعتقادته، التي بدأت تبلو، وتحتاج لأكثرَ من حيّاة لتعود لسابقِ عهدها، لأكثر من حزن، لتتبع طريقتي . هذا الليل يكتبُ وحشتي بينَ سطوره، لتذكرة السماء، و لحنين الأرض لوجنتي ، لصوتِ الربيع، الذي سافرَ مذ عقد، و عُقدت أيامنا، لعيش الفصول، في ساعة زمان . لمَ أتذكر، بعد كل شيء، ويحبسُ النوم بعيداً عني ، صداع شديد، لا يمنعني الكتابة، وقراءة أسمع خطواً لها في عقلي ، لإبتدأ جديد، تسفرُ فيه الأبجدية، عن، جراحاتها ! ، و ليعبرَ الطريق، قلبَ المكان، فلا يبقى أثراً، لكل شعورٍ مُعلب، يياع على قارعة الطريّق ، و لأبثَ ذاتي ، كنصٍ ، ورؤيّة تكتبُ الوجود بما قد كان ، ويكون الأن ، الكتابة . 

تعليقات