أحنُ إليّك؛ للقاءٍ يشتتُ ضياعَ روحيّ ، يقلبُ بوصلة الذاكرة؛ فأفرح.تتبدي ليّ الأيام مستودعاً للذاكرة، كل طريقٍ أعبرهُ، كل مدينة أسافرُ لها، كل إنسانٍ ألقاهُ ؛ يحدثني عما مضى، عما يأتي. على غير العادة لم يوقضني مُنبه الساعة، لم أعد أملكُ مزيداً من الوقت. تتعالى في داخليّ ضحكات (هستيرية) على ما أنا فيه، فاللقاءُ الذي انتظرت طويلاً يقررُ أن ينسحب، والوقتُ الذي يمر بطيئاً، أصبحَ اليوم أكثر لياقةً، يسبقُ طائرات (X-43 ) بسهولة، ليبرهن ليّ: أن أفكاريّ هي السبب الوحيّد الذي جعلني أتورط في هذه الحال . يبدو الأمرُ طبيعياً؛ هذه نتيجة حتمية، ليس هذا تبريراً، لكني لم أنم طيَّلة أسبوع ونصف بشكلٍ جيد، تراكمُ ذلك جعلني أغطُ بنومٍ عميق. انتهت أشياءُ كثيرة خططتُ لها، ويبدو ليّ أني سأدعُ الأمور تنفلت، تسيرُ كما تريد؛ وأنا أتبعها على كلِ حال. الناس لا تفهمُ بعضها جيداً لذا تتبنى القوانين والأعراف العامة؛ لأنها فقدت الإحساس بإنسانيتها، فقدتها بين ضجيج الأفكار و المُدن ..
مضى كثير من الوقت لأصل
لهذا المكان، يبدو مؤلفاً لحدٍ كبير، ومع ذا: تنهشُ جلديّ قشعريرة الغيّاب، باردة
جداً اللحظات التي تسبقُ اللقاء؛ أسمعُ صوتَ نبضيَّ ، و أنفاسي تعلو على غيّر
العادة وكأني أخوضُ سباق جري عالمي. أفكاري عما أقول ولا أقول جعلتني صامتاً، ما
الذي يُعبر عن "الشوق " الآن أبلغَ منيّ ؟ . الدافعُ الذي يجعلنا نلتقي؛
يجعلنا نفترق، دوماً ما كانت تلك الأسباب تسفرُ عن النقيض، هيّ: النقيضُ أصلاً في
تكونها. وكل لقاءٍ يأتي يشكلُ صورةً له بالذاكرة. أنا أنتظر بشوق، بينما أعيشُ
اللقاء بحذافيَّره، بكل ما يدورُ فيه "قبلَ أن يأتي " ؛ هكذا تستمرُ
اللقاءات على نحوٍ ما، وبذا يُشعر أننا نعيش هذه الحالة التي يعرفها كل أحد من
الحُب و الاهتمام ، لستُ قلقاً من اعترافي بالحب؛ لأن هذا الاعتراف يدمرُ كثيراً
من الحواجز التي تفصلُ بيننا وبين الإنسان النابضُ فينا، وكأننا نقررُ أن نكون
شيئاً آخر فقط لنجاملَ هذا الواقع الذي
يستهلك آدميتنا بكلِ ما يملكُ من قوةٍ و قُدرة. لا شيءَ أبلغُ من الكتابة للدلالة
على الإنسان ؛ عن التوق المُخبئ خلفَ القلوب الجريحة، والحب الذي يشتد عندما لا
يدلُ عليّه شيء آخر غيرهُ فينا.
تعليقات
إرسال تعليق
علق وجودك بالكلماتِ التي تكتبها لتحيا في رُده الشعور...