تراكم الشوق والمحبة






تراكمُ الشوق يتركُ أثره على النفس؛ كم وددتُ أن نلتقي إلى ذاك الحد الذي فقدتُ فيه أي رغبة سواها. ليس للحب أسباب مُقنعة، ولو كان له هذه الأسباب، لتمكنتُ بأسهل الطرق العقلية أن أنفيه وأجليِّه من حياتي. الآن فقط علمتُ معنى أن تكون الحيّاة بلا طعم ولا لون ولا رائحة؛ إنها بدون الأحباب موت يُعذب، يطبعُ ذاته علينا، فتصير الفرحة ثقيلة على النفس ، ويبدو تبسمنا كذبة نُمارسها لخداع أنفسنا والآخرين ! . أشد ما يؤلم أن يكون اللقاءُ مستحيلاً، كما الحالُ في الأحباب الذين غادروا هذه الدنيا، وتركوا أثراً لا يزول بالنفس؛ وظل قدرهم يزداد ويكبر كل يوم أكثر. أما الشوق لمن يشاركني الحيّاة في هذه البسيطة فلا يخرجُ عن حالين : أن يكون صعباً، فأمني النفسَ باللقاء، وأقولُ : لعلَ الأيام تكشفُ ما يسر. وأن يكون مُتحققا فلا أُخلف موعداً، ولا أترك سبباً للتودد وزيادة هذه المحبة، ذلك أن هذا أعظم ما يحصلُ عليه المرء من هذه الدنيا؛ أن يكون محبوباً مُحبا . نحنُ نساهم كثيراً في صناعة "ذكرياتنا " بالانطباع؛ والحكم لما يأتي ، وذا أبلغُ ما يدل على النفس ، ويرسمُ طريقاً يوضح توجهاتها، وأفكارها، اتجاه القضايا والأشخاص .

تعليقات