اختناق؛ للكتابة.

أصيبَ بالاختناق ولم يكن أحد غيره بالطريق، مشاعره التي تفاقمت لحدٍ لم يطقه تجعله يتوقف مستنداً على عامود الإنارة الذي يتوقف حيناً عن الاضاءة. يبحر في قلبه، ليرى ما افتقدهُ طويلاً وراح يقطع لأجله المسافات الطويلة، بدأت الفرحة تتسرب لنفسه، لقد لقي ذاته بعد إذ ظن بأنها شتت بين أنحاء العالم. يعلمُ مرور الوقت الرجوع للنفس، فتزاد المشاعر، ويكبر القلب ليسع العالم؛ هذا ما قالهُ له عندما التقيا على مفترق طرق، وهذا ما ذكرهُ بوقوفه؛ كيف أصبح سيراً. لم أعلم أني أُحبك لهذا الحد حتى لم أعد أعرفُ أحداً غيرك، لقد تحولت من شيء أعرفهُ بالخارج لجزء متيقن به بذاتي؛ تحكي بصوتي؛ تنظرُ بعيني؛ وتطوي الطرق التي أهملتها لتشيدَ بقلبي كوجوهٍ وقصائد. أتنفسُ حبك كجزء لا ينفصلُ عن الهواء، أنا إن لم أفعل ؛ تسمم جسدي. حبك اللغة التي تكتبني و أكتبها، حبك وعيي بذاتي وبالعالم المترامي في نفسي ؛ أراهُ الآن يشع من الجسد كنورٍ يعبرُ القارات ليكشفَ للكون وجهك العميق بي. أردتُ الذهاب لقضاء بعض حوائجي في المساء، لكني نسيت ما ذهبت إليه بعد أن عرفت كيف تقودني الطرق إليك فأتوقف لأن الطرق أصبحت تأتي لي. يترنح الماضي بحضور الآتي، يزدادُ حبك؛ لأن كل بذرة تنمو تبذرُ حياة تخرج من رحمها. العالم الذي صار وجهك الذي أراهُ في كل وقتٍ ومكان؛ أصبح أكثر جمالاً وجاذبية. تقودني يدي للكتابة لأضع لذا الواقع أشكالاً أخرى تنمو بكل عقل يقرأني، وتقرأني تراكماتهُ، ما أمن به، وعرفه عن ذاته؛ أن يعرفها؛ أو لا يعرفها ! . 

يختنق ؛ ليعرف كيف يتنفس، لقد تذكر عملية الشهيق والزفير التي يقوم بها ونسي أنه كان يقوم بها على مدار حياته السابقة، هكذا يلتفت الناس إلى ما هُم، وإلى الأشياء التي تسكنهم، إلى الأشياء التي عملوها مراراً ولم يعوا أنهم يفعلونها. 

تعليقات