اقرا كيف يجتمع كل الناس على اختلاف
مشاربهم، وتعدد مذاهبهم، و تباين ارائهم ؛ فيتعاطفون ، ويتألمون ، وأرى في الصور
شيوخا لا يكادون يستطيعون مشيا يسيرون في مسيرات، ويهتفون بشعارات ، ضد القتل ،
والظلم ، تنتفض فيهم الانسانية، ويشعرون بأنفسهم وكأن المَوت زائر ثقيل يذكر بما
في غَزة.
لقد صارت الصحف مملؤة بالمقالات، وكذا
تويتر، وبقية وسائل التواصل الحديثة والقديمة على حدٍ سواء؛ يظهر اتحاد "
العالم " واجتماع الانسانية، الصوت يرتفع في كل يوم أكثر وأكثر عندما تمر على
عواصم الدول الاسلامية تسمع الائمة يدعون بحرقة، وجموع المصلين تؤمن ، والدموع
تأبى الا النزول، الأثر يظهر على الوجوه، وفي القول، حتى فالاختلاف الذي يقر بأن
ذي قضية الساعة، ومركز الاهتمام، ومهما بلغت تلك الآراء المختلفة من البعد عن
الحقيقة إلا أنها كمثل المريض الذي يكابر على اوجاعه ليظهر بقوة أكبر، وهو أقرب
للحال الأولى عند الناس .
لقد صارت الاصوات المختلفة صوتا واحدا
بنبرة واحدة، والجسد الذي نبتت منه البشرية يحيى من جديد ويرى جهرة.
غزة هذه البقعة الصغيرة من الارض ،
تجمع الارض بين احضانها ، وهي عندما تقصف وتضأ سمائها بمدافع الاعداء ؛ يستيقظ
ضمير العالم وتحيا أكثر ، تصير دماء ابنائها طريقا لسلام البشرية التي رفعت يديها
عن الحروب، واستبدلتها بالحب.
لقد صار العالم وطنا واحدا، يبكي اقصى
مغربه مما اصاب مشارقة من الكدر و الالم ، وصار الناس يسعون لبعضهم ، ويردمون
الهوات بينهم حتى لصرت ترى من التمكين على هذا الاثر ما يسر الخاطر ويبلج بالنفس
نورا متصلا يمشي على هداه كل عائد الى ذاته ؛ليعرف ان الحياة تبدا من غزة .
تعليقات
إرسال تعليق
علق وجودك بالكلماتِ التي تكتبها لتحيا في رُده الشعور...