أتسلل إلي .





















أتسللُ إليّ خِلسةً ؛ أنا ضوء يعبرُ ذاكرتي لأنسى. لم يبقى إلا خيطُ الضوءِ المتشعبِ كجذعٍ في باطن الأرضِ، لا يظهرُ منه إلا جزء يَسير يكشفُ " للعالم" كم هو ساذج عندما يرى الأشياء مِن ظاهرها. للعتمةِ الضوءُ عتمة تغيبها في دياجيه، فتصيرُ بعضاً مِنْهُ، تفقد ما كانت فتصيرُ ظلالاً مقطع الأوصالِ هُنا و هناك لا يعرفُ على أيِ هيئة يتشكلُ، ولا بأي قالبٍ يحلُ ليقتات على جسمٍ ما بذا العالم.  أتسللُ إلي خِلسةً، وأسمعُ نبضي الناطق بأسماء من سكنَ قلبي، وخالط فيه الدمَ والنبض، أهذا جدارُ فؤادي أم ذاكرة للوجوهِ التي " أحببتها " ؟. أعودُ إلى ذاتي؛ لأرى طلعتك كصبحٍ مُضيء، يزين أيامي، وتكسى بالجمالِ الفائق. أنا الحب، والحب مني، يكتسي جسدي بشوقٍ لا حدَ لهُ، وتسمى روحي بتوقٍ إليها يبددُ الوِحدة لاجتماعٍ عظيم، اعتدتُ هذه الوحدة، واعتادت هي اجتماعي بكل " المتناقضات" ؛ فجسدي الكواكبُ والمجرات الفسيحة، تنطقُ باسمي، وينطقُ بها اسمي.  أتسللُ إليّ خِلسةً؛ وأرى الذاكرة كيف تنسحبُ شيئاً فشيئاً مني، مرّة كدمعٍ يبلُ العيون التي ما اعتادت على البكاء، مرّة كنصٍ كتبتهُ وضاعَ بينَ أوراقي أعودُ إليه وكأني أقرأ تجربة جديدة، وألماً لم أحس به قبل هذه " اللحظة " ، ومرّة عندما أتأملُ في ذاتي وأسمو عن ما عداها، أسمو عن بعضها إلى جسدها المترامي الأطراف. أكتبُ وأرى خرائطَ للآلام رسمتها يدي، هذه طرق الأوجاع التي عرفتها الكائنات، وهذه نفسي في آخرِ كل مطافٍ ومبتداهُ ؛ خلعتُ جِلد الطرق التي صارت كساءً أرتديهِ؛لذا: تعبرني الكائناتُ، وأحسُ بآلامها تتجمع بي. كل تِلك المُدن التي عَرفها وجهي، غابت مع اشراقة الشمس، هي مُدن تولد مع " الليل " الذي يضيءُ لها، فتبدوا طالعةً كشموسٍ ومجرات في المدى الفسيح. هناك قلم في عقلي ما زالَ يكتب، وأحياناً أسمعهُ في قلبي، ذاكرتي التي نسيتها حفظتها الكلمات، للعالم الذي حويته، لِجسدي الطالع مع الضياء، ولوجهي ساكنُ " الربيـــع" الذي سُمي بي، وصارت أغانيه بعضاً مني لأفرح أشد ما عُرفت " الفرحة" وأصلُ إليّ: البعيدُ القريب الذي أحببتهُ ومنه أحببتُ الكائنات الأخرى .  

تعليقات