قادم مني إلي



                                                                     












يأتي القادم مني إليّ؛ الرحيل و اللقاء في حلقةٍ نمت من ذاكرتي، وتوحدت بجسدي المُمتد، بجسدي الراحل في لقاءه، والباقي في وداعه، صمت يرتدي كلماتي لِتصير مقروءة في كل قلبٍ ينبضُ بها، وتسعى به كزورقٍ في نهر صغير، تتساقطُ الأوراق الخريفية عليه، ولا تشعل فيّ إلا ابتسامة طفلٍ يطلع من ضلعي، ويرقبُ "المكان" كمستكشف عظيم، أنا أعرف كيف تنمو هذه المكتشفات في صدري، للحدِ الذي تغيرني. 
لم يبقى إلا ذي الحلقة التي تنمو، ويدخل فيها كل دائرٍ ودائري بالعَالم. تذوبُ هذه الذكرى فيما يصيرُ، فلا يعود لها أثر غيرَ الأجساد التي تعودتها؛ وبالأفعال التي تزرعُ صوراً عن الماضي بالحاضر. تغيرتُ كثيراً، وتبدلت وجوهُ الجمال فيَّ، يدي القلبُ أكتبها بوجهي، وتكتبني في السطور، و أحياناً بينها. 
يغيبُ القادم إلي في صدري؛ ويصيرُ نبضةً، أسمع صوته ينتشرُ بجسدي، وتنمو مِنه خلاياي ليعيشَ بها ! .  من الذي يتذكرُ أولاً؟ الذاكرةُ، أم الأشياء التي تُحيـل إلى الماضي كمعاملةٍ تائهة في فوضى الاختصاص ! . 
آتٍ إلي الروح والجسد؛ ليبدأ مني كلام آخر، ولتدفق من يدي لغة أخرى ؛ قلبي الذي ينبض حياة لكائناتٍ كثيرة لذا : أبدأ من كل "آخرٍ" فيه ويبدأ "هو" مني .   
يا عاهل آلام العالمين تصمتُ لينطقَ بك الجسدُ "العالم" أيكما الجسدُ و من المتجسدُ فيه ؟ أيكما الحُب ومن البادئ فيه ؛ ليسَ لكل مبتدئ بداية؛ ومن ذا "المحل" تولد الكتابة، وتولد متراكمات لا يدرى ما بدايتها، وما صيرها على ما هي . 
طريق بدأتهُ، ينمو بي، ويمُضي بيّ الكتابة .

تعليقات