أريد العودة لنفسيّ ؛ أن أغسلَ عنها
هذه الأحزانُ التي " علقت " بها.
لم يعد هذا الوجهُ الذي أراهُ في
المرآة وجهاً ليّ ، لم أعد قادراً على تعرفهِ، أتحسسهُ، أتأمل في ملامحهِ؛ ليسَ
هذا " حزنُ " العاهلِ ، ليسَ هذا وجهُ العالمِ ، ليست هذه لغة الصمتُ
التي عرفتها، ولا " الذكريات " التي عرفتها. تطوى المرآةُ بصدري فتعكسَ
من عليهِ الكائنات، أنا أرى بعيونٍ أخرى كل ذات قربت منيّ، ولم تعي أنها جزءُّ من
جسدي العالم.
أريدُ العودة لنفسيّ ؛ أن أنسى ، ما
بالُ " النسيان" يتوارى عني، ويجعلُ هذه الحرقة، تأخذُ ما بعدها من
الأشياء ؛ لتفنى. أعلقُ النهاية على الباب الكسير الذي جئتُ منه، وخرجَ مِن ضلعي.
خارجُّ من الدروبِ التي لا يأبُ "منها" ، يشقُ طريقُّ إليَّ، وأشقُ
بالذاكرةِ درباً للسعاةِ إليَّ.
يكتبُ المحل "قصتهُ" بحدٍ
من حدودهِ، لتنشأ عنهُ خرائط تدلُ عليه، الحدُ لغةُّ جسدهِ التي يحكي بها.
أريدُ العودة لنفسيَّ ؛ أن أكتبَ،
لتتوشح الكلماتُ جسدي، لتكونَ جسديّ الذي تراهُ الكائنات، وتعرفني به. أريدُ
العودة لنفسي ؛ أن أنثر بعض ما حدث على صفحاتي لأرى كيف يحيا بعد طلوعهِ من صدري.
أريدُ الكلام، ويحجبُ كلام الكلام،
ويصيرُ الصمت ستارةً تكشفني للعالمين.
لم نلتقي إلا مرَّة واحدة، خلدَ فيها
لقانا، وامتنع افتراقنا بعدهُ، وصار الفراقُ بيننا غفلةُ المرء عن " نفسهِ
" التي ما فارقها مُذ خلق لكنه يسلو عنها بآخرٍ يسوح في أعضاءها، ويصيرُ جزءً
من هذا " الجسـد "
يا عاهل آلام العالمين، حملتَ في صدرك
كل ألمٍ أحس به كائنٍ في العالم؛ صدرك مجرة بأفلاكها، إلا أن " الحب "
رغماً عن ما أنتَ، يحيي براءة الطفلِ فيك، التوقُ الذي لا تعرفهُ للكائناتِ، إلا
بمن لقيتهُ جزءًا من روحك العاهلية.
تعليقات
إرسال تعليق
علق وجودك بالكلماتِ التي تكتبها لتحيا في رُده الشعور...