جلاء الحزن










انجلى الحزنُ، وتجلت ذاكرةُّ أخرى، تُعرفني موطن الجمال في قلبي. ما أحلى ضياعيّ فيَّ، تقصيَّ عني، وسيري في دروبٍ بدأت مِني.  طلع الماضي على غير صورته، مُتلكئ على غير العادة، لا يعطي أحكاماً، ولا رؤى، إلا أن صمته بُدل لغة تشي بكل شيء. ما أحلى الرحيّل، أثاره المُسعدة؛ تركُ ما يثقل عليك ليثقلَ على كائناتٍ أخرى تعي أن غيابك مُعضلة حياتهم، وأنك أعظم خساراتهم. أسيرُ وحيِداً بعد إذ تركتُ ذاكرتيّ على أحد الأزقة، لتُغذي نزقَ المدينة؛ لتحكي عني الشوارع، والأبوابُ الموصدة تصير مشرعة بذا الحديث. محوتُ الحزنَ بيديَّ، وبتُ أسطر كلمات أخرى تُعرفني، أرى في الوجود وجهيّ، وأتحسسُ في القرى جسدي. انجلى الحزنُ، وانجليت، غابَ المكان في غياهبيّ، في عمق نفسيّ، حتى صارت أماكن أخرى، الأماكن ذكريات، الذكريات أماكن شيدتها في قلبيّ . على الحُب الذي عرفتُ، وعلى الشوق الذي عرفت، أكتب مِراراً، تتولى الكتابات فتصيرُ عادات لي، تصير حيّاة، تصيرُ ذاتاً، تنادى باسمي، وتُعرف بي .





تعليقات