اشراقة القلب






يشرقُ قلبي على العالم لأراك الجمال الذي ألحظه في كل مكان، وطريق أسيرُ فيه إلي. تتوارد الأخبار علي، يعلق في كل خبر وجهُ راويه و مرسله، وأتأمل في هذه الوجوه المخبئة خلف السطور، وأدع الأخبار لسلة المهملات، لم أكن أخفي أبداً ضجري من الأخبار، ومع أني كنت أضطر إلى متابعتها أحياناً لأي اعتبارات كنتُ أرى فيها ذوات ناقليها الذين لا يبدون آرائهم اتجاه القضايا لكنهم ينزعون أقنعتهم، ويظهرون أدواتهم وطرقهم في الفهم.  في كل لحظة أكتشفُ طريقاً آخر إلى قلبي، وأرى أنه يزداد مساحةً حتى لا أدري ما حدهُ وما مبتداه .. ، وأتعرفُ للكائنات التي سكنتهُ، و اختارتهُ وطناً لها؛ إن الذكريات أكثرُ مما تستوعبه الذاكرة لذا تمتدُ على الجسد، ثم على الأرض التي تتركُ صبغتها عليها، فتصيرُ علمية التذكر محفزة بطرق كثيرة، حتى الذين فقدوا ذاكراتهم ما زلوا يتذكرون شيئاً ما يعلقُ بهم.. ويتركُ ليد الماضي أثراً على الحاضر. إن الجمال الذي أراهُ في كل ذات أعيها جزءً مِني، يجعلني مُتعدداً بشكل ما، كثيراً ما لقيتني في ممرات وطرق مُختلفة، وفي كل سبيل آخر أرى صفات لي وأتسعُ في رؤية " الأشياء" المُحيطة بها.  لقد مضى وقتُّ مذ نطقتُ بما لمسته في قلبي، ومن ذلك الوقت، لم أعد أُبالي بشيء آخر غير ما يتولدُ من " الحب " ؛ الحُب الذي ينمو، وفي نموه يزدادُ جمالاً وشباباً وتأثيراً، إنه لا ينتهي، ترثهُ الكائنات، ويصيرُ علامة عليها، وعلامة ليّ أيضاً.. ساعٍ إليّ ، المدى ردائي ، تتدفق الذكرى من يدي كلمات تقرأُ ، وتكتبُ بالقراءات المختلفة ، كل قراءة تُعبر عن إنسان له ما يؤمن ويحس به ، كل قراءة تُفسرني ، وتجعلُ لعاهل آلام العالمين صفات أخرى . أشرقُ الآن، أتوسعُ ، ويبدأ الحُب مسيرته فيَّ كل صباح يتجدد ويجددني في قلوب من أحبني، ومن أحببته كتابةً وحياة.

تعليقات