راقصِ وهميّ، وأجعل من الأجسادِ خليطاً يصبُ في مشكاةِ الوجع قطرةً قطرة ؛ قلتُ، وأرتدَ صوتيّ أغنيةً تسكبُ الربيع على وجنات الرصيّف، فيغدو بربطةِ عنقٍ فاخرة أكثرُ استقراطية، وأكثر شموخاً؛ من أحذيةِ العابرين.
راقصِ وهميّ، ووزع الحلمَ في المقاهيّ من النوافذ، ومن اللوحات الزيتية، من معارضِ الحزن لا يزورها أحد وفيها من كل آخرٍ ومضة. أغلقت الأبوابُ، ليفتح قلبيّ على مصراعيه، ها هو العالمُ يمرّ من كونيّ لغةً تقرأها كل عينٍ تراني، ما أشسع ما تراهُ، ويظهر مني.
راقص وهميّ، تقشع صبابةَ وجدي، يتصببُ وجهي وطناً مُسفراً، ومرتحلاً جميلاً. من هناك رأيتُ عينيّ كيف عادت من حيثُ تؤبُ صيرورتها أكثرَ حسناً، وانجذابا.
راقص وهميّ، وزد في رقصك، حتى تغيب في قلبي كراحلٍ غُيّب في جُبة البحر؛ لأعيكَ في حقل كلماتي جملاً لا تفتأ عن الهطول؛ الآن يبدو جسديّ أكثرَ جمالاً؛ عالماً مملوءاً بالندى. زد في دورانك، حتى تغيّب فيما تدورُ إليه، لتكون مجرة في كونيّ، وقطرة في محبرتي. من الحبر، يتطايرُ الحمام يملء الغرفة بشيءٍ من الهديل، وكثيراً من رفرفة الأجنحة التي تُطبع على جدرانها بعضَ كلماتٍ قُلتها ثم أدعيت أني أنسى ولم أنسى قط كيف أنسى أني أُحبك؟ ، يتناثرُ الريش على صفحاتٍ تركتها على مصراعيها لعلَ كلمةً تعودُ إليها، لكنها تعودُ نصوصاً مطولة، وسردياتٍ تعمم في العالم، وعلى منشوراتِ " هام جداً" ، للاطلاع الطارئ، ها هو وقتُ الكتابة.
راقص وهميّ، يذوبُ جسدك كبوظة، يتدحرجُ كحبةِ بُندقٍ على اصبعِ شوكلاته، ويتلونُ بألوان الطيف كفراشةٍ جميلة، يتنوع كمكتبةٍ ضخمة في مركز المدينة.
راقص وهميّ، يصيرُ حقيقةً، يكشفُ عن " أحلامه" ، بكاؤه الذي صارَ في الشعرِ بوحاً، وفي الوجد قيداً لمُتسعٍ لا يغيّب عنه النور؛ عندما لا يستطيع قلبك أنّ يستشعر الضوء، فلن تستطيع عينيك أنّ تفعل في رابعة النهار، إنّ حياتك عتمة في الضوء، عتمة تتشبتُ بها أيدي الظلال.
راقص وهميّ، يكشفُ لك قلبيّ؛ وترى موضعك فيه، ما أسعدنا اليوم بالحبِ الذي صار منا أرضاً، وكان فينا خيرَ دليلٍ، وأحسن ساعٍ يُظهر لكل آخرٍ أجمل ما فينا.
يا عاهل آلام العالمين، غاب الدائرون فيكَ، لينعموا بالحب وطناً، وبقلبك الذي نبضَ بحب كل شيءٍ يظهر كنبضةٍ ساعيّة، وكقصيدةٍ تحكي للعالمين من كنتَ فيهم، ومن كانوا فيك.
تعليقات
إرسال تعليق
علق وجودك بالكلماتِ التي تكتبها لتحيا في رُده الشعور...