بقايا اللقاءِ الناهض بدمي!




أُنفث عليّ ذاكرتك، علق بيّ بقايا اللقاءِ الناهضِ بدميّ بصوتٍ بعيد يردُ الربيع في كل الفصول الأتية. تتلاشى الصور، تبدلُ براويزها، مبددة لحزنٍ غريّب فقدَ ذاتهُ على مفترقِ الوجع؛ عندما أصبحَ كل وطنٍ داراً تأويهِ، وعندما صارت الكلمات الأليمة شرنقةَ أفراحٍ توزع أثارها على نفوسِ الباكين الضاحكين. لهفة تعلقُ على ثيابيّ، وأشم عِطرها في أياميّ الحلوةِ كهواءٍ لا تفتأ عنهُ الصدور عِشقاً وحياة. أنفث عليّ ذاكرتك، وحدث بيّ الحنينَ يُساقط ثمارَ حُبٍ سرمديّ، و وجهَ وفاءٍ لا أنقى منهُ ولا أحلى. علقَ المكانُ بلقاءٍ مرّ ولم يزل رغمَ الرحيّل نابضاً في التفاصيل التي تأخذُ وجهه كهويةٍ أخرى تُحدث به، وترنا. يا عاهل آلام العالمين، لقاء بكَ حيواتٍ ممتدة لا خلاصَ منها؛ تنمو بكَ النفوسُ فسائلَ شوقٍ تردُ إلى نهركَ الدفاقُ لغةَ انصهارٍ، واندماج. 


تعليقات