أنطق بآلامك يا عاهل آلام العالمين؛ تورقُ يديكَ لغةً خضراء تصبُ في قارئيها مروج أصواتٍ مُغنيّة تسكبُ المعنى بلسمَ شفاءٍ يعيّد كل روحٍ أحببتها إليك طفلةً لاعبة، وحلماً مقفى بين السطورِ الموشاةِ زهرة عطرٍ يوزع حلوى الذكريات على القاعدين وعلى السائرين.
أنطق بآلامك يا عاهل آلام العالمين؛ تنشرُ الفرحة في أرجاءِ الأفئدة الطامحة للحب تحتَ غيم القصيدة تجز أوهامها وتُسكِرُ أحلامها فوق ديم اللقاءِ؛ تنثرُ أشجانها.
أنطق بآلامك يا عاهل آلام العالمين؛ يحزم المساءُ حقائبه، يسيح في دروبِ قلبكَ كنهرٍ كسير غابَ فِيهِ يبحثُ عن الغابة الساكنة.
أنطق بآلامك يا عاهل آلام العالمين؛ تعودُ إليكَ الرمالُ جِناناً، ترتدي أحسن الثياب، وتغدو في مسيرها الحلو عاشقة راقصة تدورُ إليها الأفلاك فلكاً تزرع أوطانها في مُقلتيها ليسكن لها طلاب الجمال.
أنطق بآلامك يا عاهل آلام العالمين؛ يَكُون اللقاء حيّاةً تنميك بذرةً في قلوبِ العاشقين، وصبابةً في قلوبِ الواصلين، وشِعراً في قلوبِ الراقصين، وصمتاً في قلوبِ من أراد معناك ليعكسَ في وجهك مُقلةً براقة، وفي جسمك سعياً منك إليك.
أنطق بآلامك يا عاهل آلام العالمين؛ يفرقُ إليك العالم أنحاء ذاكرةٍ لبنيّة تسقي يديكَ حِبراً مُنيراً، وجوهرَ معنى عميقٍ يكشفُ في غوراءه صمتك الكلامُ المهيب في قلوبٍ شتى.
أنطق بآلامك يا عاهل آلام العالمين؛ تفجرُ أناملك نبيذاً للسامعين وللقارئين، يغدو ظلكَ إلى غير رجعةٍ حبرَ قصيدةٍ تكتبها، يوزع على أوراقكَ شهقاتهِ؛ حشرجاتٍ تحجبُ كلماته عنكَ إلا صوت قلبهِ مسموعاً في كل فسحةٍ منك.
أنطق بآلامك يا عاهل آلام العالمين؛ تحلق في كل عينٍ عبرتها إليها، تهزُ إليك جذع الذاكرات فتساقط عليكَ أحداثاً جنيّة، زاد عشقٍ، ومركبَ حلمٍ بعيد سارع الوصول إليك في برهةٍ يُسكنها حب الأشياء وألقها.
تعليقات
إرسال تعليق
علق وجودك بالكلماتِ التي تكتبها لتحيا في رُده الشعور...