للأحساء أُلقي التحية زعفراناً
يخلد الربيع فلا يرحل بعد ذلك أبداً، للتفاصيل توقد شمعةً في وتينيّ تضيء طريقاً
قد سلكته، لنايف المبارك عبق القداسة، وفيض الفضيلة، يمدُ قلبيّ لغة تنمو كشجرة
عنبٍ طامحة تريد أن تلف العالم. للحب ينزع قلبيّ من صدري ويسعى في مدار المدرسة،
من ذاكرةٍ تعمل نسيانها بجدرٍ غريبة، تصير للمدينة عنواناً، وتوطئة فلا تنادى بعد
ذلك إلا باسمي. لشارع الرياض، لتعرجه الدافئ يمر بين البيوت، ويعلق بالنفس شيئاً
من أثارها، للسيارات؛ لأصحابها يلقون عليّ التحايا.
للكوت، لخريطة دميّ بين المباني،
للطف الذي أغمر المكان بهويةٍ تقضم في عنقيّ، وتخرج حشرجة من صوتيّ تسمع الآخرين
حديث المكان الصامت جداً...
لموعد القهوة اليومي تملء أوراقيّ
شعراً، فيغدو برائحةٍ زكية يعطر قلب من يقرأني، للهواءِ تحية كل غريبٍ في المقهى
يمر بخفةٍ من ممشى صغير في عقليّ، يتصل بالأضواءِ المنكسرة بالخارج، ويخرجني مني.
لوجهيّ الذي عاد لوجهته فسارت
الطرقُ منسكبةً على هداهُ تبغي مركباً تعود منها إليه وطن عشقٍ و تحدر صبابة.
للعيون التي ترى فيّ مالم أنطق بهِ يوماً، للحزنِ تبخرهُ الشمس في حركتي اليوميّة لأداء واجبات الحياة.
للدرسِ، لحلقةٍ تجمعنا وقد خشعت
أجسادنا لثني ركبتي، للصلاةِ، لصوتيّ يرد إجابةً على سؤال، لأسئلتي، لندوةٍ تردد
صداها بيّ، ولدار المبارك. ليّ عندما كنتُ غيمةً تسعى في الدورة الدموية للدروب
المملوءة بيّ حين أمر ولا أعود مرّة أخرى للمرور فنتبادل أشواقاً دفينة تُحكى عنا.
لسهريّ، للتأمل يقص أجنحة النومِ
فلا يعودُ من سفرهِ إلا قليلاً، للكتابة قُبيل الفجر، ولسفريّ لذاتي في كل يومٍ
آخر يطل عليّ بنورٍ محمل بأفكار تراقص بي الشغف.
عُدت ولم أغب يوماً؛ إذ المكان ما
زال نامياً في نفسي، من ذاك الوقت إلى الآن ما مر شيء، وإنما صوت يهادي اسراب
السماء فيحكي ديمها للحاضرين وللماضين يعرفون ما كان، وأعرف من أنا.
تعليقات
إرسال تعليق
علق وجودك بالكلماتِ التي تكتبها لتحيا في رُده الشعور...