راقص جراحك حتى تفيء
في البيداء شِعراً
من وجوهِ الرمل تتخذُ المآبْ
وفتش في كواكب الآتين
عن جمر الصباح،
تطلع عين الفلاح..
تؤذنُ في المدى ،
حيَّ على القراح ..
حيَّ على القراح..
من جرحك تسيل في قفر المدينة
نهراً من ضوءٍ مُصفى..
حلماُ من وجدٍ مُعنْى
وشيئاً في وجنتي الطريق،
وشيئاً من بيوت الحريق،
فإذا طلعتُ،
زالت في الشمسِ أغصانها،
تجدلُ في وجهِ المساء لوحاتها...
وإذا حضرتُ ،
ساحت في طَرّقْ الحاكين
مَحالُ الحيِّ،
بيوتاتِ النحلِ ...
و زقزق الورْق
دائراً في الريح،
يُنادي جراحيّ السيلى
ويسقي في مُقلتي الحيرى
دمعاً من مورفات المسك
يرشُ على الخلجانِ
واحات الجواهر،
وأحلاماً بأكباد المصابيح،
فلا يكبرُ الطفل الذي أحبك
ولا يفتأ الطفل الذي أحبك
عن "المجيء" هوناً
إلى مُتكأ المتذكرين،
يعودون إليه بجرحِ الصبا
ويبرأ فيهم حزن اللقا
ليأتي السائرون
في حضن المُقامِ الطويل
شرخاً يراقصُ الجدول فِيهِ
أفواهَ من طأطأت إليهم المراكب حزنها،
ووضعت عنهم الرحالُ أوزارها..
فإذا كتبتُ،
ذابَ ما كان منيّ
وجاءَ سراباً يصبُ في الأقداحِ
يخيّل للرائينَ قلبي وسحنتي
وما كانوا إلا لأنفسهم ينظرون،
وما كانوا إلا من جرحهم يعطشون،
وإذا كتبتُ،
رحل طيف الموقضين ليلاً ...
وحلّ في الصدور صبح طويل،
وعاد الركبُ في صوتِ "الريح"
يشكي ليّ الجراح ...
وأشكو له الصباح...
وعلى مائدةِ الشعور،
أبذرُ في حناجرِ اللحاءِ اسمي
فتنطقُ:
شرر، شرر..
وحزن قصر،
وعين ما بكت إلا دمعها
تسامرُ البيدَ ،
وتضاجع الغيّدَ
وليل بعيد
ينثر في الأرض أكنته
وتصبح بعد الجرح حضناً
وأصبح بعد الجرح نوراً ،
يبعثُ في الصدور حباً ،
وفي كفوف المتصافحين يساقط
قمحاً في أفواهِ النوافذ،
وفي مقار الأديم،
قترفع الأبواب عن النحور
ويطفئ في الليل الحبور
وأغسلُ عن جلدي وجدهُ،
وأمسح عن وجهيّ صبرهُ،
فيقطر في دمعيّ نورُّ ،
و يزرعُ في قلبيّ دورُّ،
فإذا نهضتُ،
كشفَ عن صدريّ،
ورأيتُ بعضيّ يطغى على بعضيّ ؛
ويعكفُ المدار،
وتغيبُ الأجرام في مسام يديّ،
وتصير ذراً،
تتنفس منها رئة المدينة،
وتسيحُ في قلبي المدينة
حتى تغيّب...
يا عاهلاً للآلام تسقينا
حلو الكلامِ وعين ما كتبوا
ربيعاً في الأجسادِ
وزكاةً لمّا دان في الأحزان
يصرف للكتابة،
وينطق للكتابة،
تعليقات
إرسال تعليق
علق وجودك بالكلماتِ التي تكتبها لتحيا في رُده الشعور...