لماذا
نرد على رابطة تميم، وعلي العثمان.
هيثم
بن محمد بن عبد الله آل ريِّس
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمدُ
للهِ مجزل العطاء على عباده، والصلاة نرفعها لنبي الهدى محمد وعلى الآلِ والصحبِ
ومن سار على مِنهاجه وبعد: فلقد وفيِّتُ بردودٍ ومناقشاتٍ قصيّرة بشأن أطروحاتنا
القبليِّة عن الرابطة التميمية وابن احمد، والشاعر ابن صقيِّه، ومناقشة عبدالسلام
الدخيل، والرد على علي العثمان، وهيّ في الأغلبِ لم ترد على طرحنا، لكنها بيِّنت المعارضة،
لكني سأرد على ما رأيتُ أنه قريِّب علمياً، أو ما يمكن توجيهه بأنه متعلق بسلوكٍ
اجتماعي ولو رأينا خطأه، وبعض الاستشكالات والتساؤلات المتكررة، أو ما ومضَ منه
أهميِّة وظهرت فائدة تبيانه للناس .
أولاً:
إنّ الاجتماع القبلي يستلزم سلوكاً قبليَّاً معروفاً، ومتفقاتٍ يجتمع عليها
المنتمين، وإلا لن تحقق النسبة للقبيلةِ أثراً، ولن تكون حقيقية. هذا لم تفعله
الرابطة، مع أنها استخدمت اسم القبيلة إلا أنها لم تقدم شيئاً لها، وأضافت إلى
الرابطة من أقرت ووصفتهم بأنهم ليسوا من تميم.
ثمّ اعتمدت على علاقاتها بالآخرين لا على الرؤية العلميِّة، فمنعت النقاش
القبلي، وهيّ رابطة قبلية، واحتفظت باسمٍ قبليّ خارج عن اطار القبليِّة، ولا يعلم
الواحد من المنتسبين لها إلا أنّ الاجتماع قد حان، وقد حان الحضور في جوٍ رسمي،
وأحياناً متألف لا يرتبط بجامعٍ مُعيِّن، وإنما عامُّ يدعي أنّ : العشائرية ضيّقة،
و الأفخاذ مُفرقة، والبطون مشظيه، ولم تجد راداً عليها في ذلك، بل تجرء فهد الأحمد
رئيس الرابطة إلى أنّ يقول: دعكَ من هذا، وكأن الأسر التميمية خارج القبيلة. وقد
كان الأكاديميون حاضرين باكتفاءٍ بالقراءة فقط، بل كان من حملة الشهادة في علمِ
الاجتماع من يدعوا إلى محو الفروع القبليِّة في رأيٍ لم يسبق إليه على مر العصور،
فهل يصح ذلك في تجمعٍ قبلي يدعي أنه مشروع إلى جمعِ القبيلة، فبأي شيءٍ تجمع قبيلة
بلا مرجعية، وبلا فروع، بل كيف يكون أي اجتماع دون معرفة للمجتمعين وفقَ ضوابطه،
فلا يكفي الانتماء لتميم، مع مخالفة صريحة للقبلية. وكنا إذا طرحنا موضوعاً قبلياً
في الشأن الثقافي أو سواهُ رفض ذلك بحجة الحساسية المفرطة التي تصيّب بعض الاخوة
من طرحنا مع أنّا لم نقم يوماً بالطعن في أحد، أو الاستنقاص من شخصيات مهمة، أو
غير مهمة بالقبيلة، إنما طرحنا ما نرى فائدته للقبيلة فلماذا يرفض بحجة أنه
يضايــّق فلاناً وعلاناً، وليس هذا حال رابطة بني تميم لوحدها للأسف فكثير من
المجامع القبليِّة التميمية تريـد رفض النقاش لتحافظ على هلاميةٍ تظن بها أنها
تجمع لكنها تزيد في الفرقة. لقد كانت أطروحاتنا واضحةً إلى حدٍ كبير فيما نحسب
لأنّ مرتكزها ظاهر يمكن وعيـه من عامةِ الناس، فضلاً عن مثقفيهم وعلمائهم. لابدّ
للاجتماع أنّ يكون مرتكزاً على آليةٍ أو نظام، يعاد إليهِ، ويتفق على أسس لا يمكن
تجاوزها لا أن يكون لكل مجتمعٍ مع طائفة تميمية رأي وشأن في القضايا التميمية وكأن
بني تميم حكراً لطائفة وجماعة تفعل ما تريد.
ثانياً:
رفض
عدد من الإخوة مرجعية عبدالله بن صقيه القبليِّة، والحجة أنّ الكثير عمل ابان حقبة
الأمير بن صقيه، وهناك من عمل بعده، وأيضاً بحجة أنه
عورضَ،
ومنعت عدد من جهوده، ولا أرى ذلك دليلاً على انعدام المرجعيِّة التي حضي بها
كشاعرٍ للقبيلة، ومن هذه الصفة كسيد وشيخ لبني تميم؛ لأنها أعلى مرجعيةٍ مُعترف
بها حضيّ بها تميمي في نجد و الخليج. فعلو المرجعيّة دليل أنها تكف الأعلى منها
للخلو. وأيضاً يعرف عنه رحمه الله تعالى أنه أعاد منتسبين لشمر في حائل إلى
القبيلة، وهذا فعل لا يستطيعه إلا شيخ القبيلة؛ أنّ يُخرج قوم من الحلفِ، ويضمهم
إلى القبيلة مرّة أخرى، أو يعيدهم للقبيلة الأصل منتسبين لها وهم لم يكونوا من
فخذهِ الوهبة، ولا من آل بسام، ولا من آل ريِّس، أو المشارفة، والمعاضيد إذاً
فمكانته القبلية والمرجعية ممتدة. وكان يعاد إليهِ في الأنساب، ويستدل بعلمه،
وبمقولاته في الشأن القبلي، وقل أن يتحدث تميمي مهتم دون الاشارة إلى مقولاته
وأفعاله في هذا الشأن مما يدل على اعتبار عام في القبيلة. لقد حضيّ عبدالله بن
صقيه بمساحةٍ واسعة من الاتفاق عليِّه، واعتباره شخصية تميمية كبيرة على أعلى
المستويات مجتمعياً، وكذلك عند الدولة، وفي الخليج عامة. ولا يمكن أن نسمي هذه
المناقشات عن ابن صقيه إلا بالمشاغبات التي لا تملك القيمة العلمية ولا المجتمعية
عند القبيلة، ويظهر في هذا الموضوع أيضاً توجه البعض برغبةٍ بمنعه، لأنه لا يصلح
للعامة، وحتى لا يفقد الأمل في القبيلة، وهيّ حجج عارية آيلة للسقوط بالنفخ أو دون
ذلك، ولا ندري حقيقةً لماذا يتضايق البعض من ذكر ابن صقيِّه بما يستحقه من المنزلة
قبلياً. رحمة الله عليه فقد كان براً بقومه، مظهراً حبه لهم، بارزاً في ذلك لا
يوازيه قرين في هذا. وصرنا إذا كتبنا في أي موضوع قيِّل أنه لا يصلح للعامة، وليكن
للخاصة، ولم نعرف من الخاصة فهل يوجد مرجعيِّة أو مشيخة قبلية نناقش معها هذه
الموضوعات؟، أو نناقشها مع أي مُثقفٍ لا يعلم من أمور القبيلة الأمور الأساسية فما
بالك بالعميقة، ثمّ أنّ الواجب على التميميين الاحاطة بموضوعاتهم القبلية، لا أن
يكون ذلك لخاصةٍ لم يستوفوا كونهم مرجعية، ولا يصفون أنفسهم بأنهم يملكونها. إنّ
التثقيف القبلي واجب كون اتجاهنا قبلياً، فلا يصح أن يكون لنا توجه دون الاتفاق
على ابجدياتٍ لا يُختلف عليها وإلا فلا جامع يجمعنا إلا السراب.
ثالثاً:
وصلتنا ردود تريد اصلاح ذات البين بيننا وبين القائمين على الرابطة، وليس بيننا
وبين اخواننا من القبيلة أي مشكلة، وإنما هي أطروحات لخير القبيلة ، وفق الله
الجميع، ولا ندري حقيقةً لماذا يوصف النقاش العلمي ويربط بالضغينة، وهو حريُّ أن
يطرح على الرابطة التي رفضت النقاش معتبرةً اياه شخصيُّ، لمحض وجوده. ليس لنا مع
التميميين إلى الاحترام والمودة، وهو الواجب اتجاه أنفسنا، فما نحنُ إلا نفس
واحدة. والطبيعي أن يحقق دورنا أثراً في الطرح وإلا فلن يكون لاجتماعنا فائدة
والقبيلة تخدم بصعدٍ عديدة منها ما هو ثقافي، وهو توجهنا، ومالي اقتصادي، وشرعي
وهو يندرج تحت الثقافة لكنه يعمق الارتباط الديني في ابناء القبيلة.
رابعاً:
وردتنا أثناء هذه الأحداث مناقشات تفاعلنا معها، ورددنا عليها، إذ هيّ متعلقةُّ
بنا كريايسة، ووهبة بشكلٍ عام، لكن ذلك لم يعجب بعض الأخوة، وليس لهم ذلك، فنحن
نتحدث عما يخصنا وما هو متواتر ظاهر معلوم. إنّ آل ريِّس (الريايسة) هم أولاد ريس
بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب ونسبتهم لريِّس الكبير معلومةً يعاد إليها في
كُتب النسب عند ابن عيسى، والجاسر، والحقيل، وغيرهم، فهم أُسرة في بلدان سدير،
وتمير، مع انضمام الفروع الأخرى لها الذين ينسبون لريس بن زاخر، وما يخالف ذلك إلا
الجهال الذين لا يعرفون في علمِ النسب، ولا المتوارد المتواتر عن الريايسة
والنسابة والشهرة هذه الحقيقة فليس (البرغش) أولاد برغش بن ريس بن عثمان آل ريِّس
من الريايسة أسرةً وإنما برغش ابن للريس كما هو مذكور في المشجرة الرسميِّة
لذريته، والمكتوب عن الشيخ عبدالله بن منصور الذي قال في نسبه: عبدالله بن منصور
بن عبدالرحمن بن عثمان بن برغش بن ريس بن عثمان بن ريس من الريايسة أولاد ريس بن
زاخر ثم ساق باقي النسب إلى عدنان. ولذلك ردننا على علي العثمان المحمد في كتابة
تمير تاريخ وحضارة لأنه لم يذكر عامود نسب (البرغش) الصحيح وإنما ذكر في آخر
العامود بن برغش البرغش من الوهبة وهذا غير صحيح، فالأسرة آل ريِّس، والفرع الظاهر
برغش آل ريِّس، أو برغش بن ريس كما يذكر قديماً عند الريايسة وفي الوثائق (بن ريس)
وهذا مما لا يختلف فيهِ، ولو كان لصح أن ندعوا كثير من المعروفين أنهم عشائر وأُسر
لمجرد البروز، وليس هذا الحد وحيداً لتكون الأسرة، فليس ذلك منضبطاً. فالإطلاق
الحقيقي أن آل ريِّس أُسرة، بالفروع المنتمية له. هل يصح أن يقال مثلاً ال إبراهيم
أُسرة مستقلة عن العناقر (العنقري) ويعزل ذكر هذا عن ذاك؟ أو أن يقال أن أبو هيِّب
من العيسى في العودة عائلة مستقلة وليست من العيسى لمجرد وجود المُعرف؟ وأن
السلطان في تمير من المهيِّدب مستقلين وليسوا من المهيدب بل يقال السلطان من
العنبر من بني تميم؟ كيف يقبل هذا الهراء في المجموعات التميمية المختلفة ويعتبر
قائليه أصحاب رأي ومعرفة؟ ثم ما حد الأسرة هل هو الشهرة أو المعرفة كما يروج لذلك
بعض من لا يفقه، هناك من الأفراد في العالم ما يفوق شهرته أسر وجماعات عريضة
كأمثال الفنانين ، وألعاب كرة القدم ، فهل يعتقد بشهرتهم وجعلهم أُسراً وعشائراً
يُنسب إليها؟ . إن العلم منتشر عند الوهبة، ويقل عندهم أو ينعدم النسبة العامة
للوهبة دون ذكر العائد إليه كما كان على ذلك العلماء والنسابة والوهبة أنفسهم فإما
أن يكونوا من أولاد محمد بن محمد بن علوي بن وهيب أو من أولاد ريس بن زاخر بن محمد
بن علوي بن وهيب فلماذا يخرج علينا اليوم من يريد أن يخترع طريقةً أخرى غير ما
تعارف عليه الوهبة وتناقلوه جيلاً بعد جيل مبينين له في كتب النسب والمشجرات
النسبية، إن ذكر النسب العام إلى القبيلة أو الفرع الكبير لا يختلف في حقيقته عن الشعوبية،
إذ هو مخالف لما يعرفه العرب من حفظ النسب بإظهارهِ علياً، وإنّا نجد من تناقض
أولئك الذين يدعون لبقاء الحالِ المفكك، ومع ذلك يقولون باجتماع بني تميم مالا
يحتاج فيه إلى مزيد استقصاء، وبحث، فكيف يدعى إلى اجتماع قبيلة عظيمة، يصفها بعض
المؤرخون، والنسابة بعدة قبائل، دون أن يستوفى ذلك في الحدود الدنيا، إذ لا يمكن
أن يجتمع معك من لم يجتمع مع ذاته وأسرته، فنحن لا يمكن أن ندعوا ابتداءً باجتماع
القريب لمحض قرابته حتى لا تتفكك الفصائل والأسر وتبدو مهلهلة من الداخل كما يدعو
إلى ذلك بعض الحمقى مرسخين تفرعاً لا معنى له في بقعةٍ جغرافية صغيرة، ثم ومع ذلك،
نجدهم يصدعون في المواضيع القبلية بآرائهم وهم أبعد الناس عن أقاربهم الذين
يشتركون معهم بالنسب، وبالثقافة، وبالأملاك في الماضي والحاضر، ثم فوق ذلك نلقى
أنهم وضعوا اجتماعاتٍ خاصة بهم، وأقرب قرابتهم في حدود الجد الثالث والرابع بل
السابع والعاشر قريبين ولا يشتركون معهم، بما يظهرهم كعائلة، وليس اجتماعاتٍ عادية
يقصد بها الصلة، بل مرسخة إلى تحديد الفرق، ثم وضع الحواجز والقلاع، ونجد ذلك
منتشراً في قرى كثيرة، ولم يتجاوزه إلا الأذكياء من أمثال آل حميدان من المشارفة من
المعاضيد من آل ريس من الوهبة. فقل مثلاً أني ولدت لأرى ترسيخاً لكوني هيثم بن
محمد المنصور، فهذا لا يدل أني لستُ من البرغش في تمير، ولا يدل أني لستُ من آل
ريس في سدير، فالأسرة ليست اسمي الذي أعرف به بالضرورة، فليس كل متخذٍ اسم يعني أن
هذه أسرته باعتبار الحقيقة، وقد يغرق الناس في الكتابة المجازية بما لا يفهم
العامة أن القصد من ذلك مجازي وليس حقيقي، ثم وفي مستوى آخر قبلياً هل تعريفي هو
تعريفي المدني؟ إن كل القبائل العربية لا يمكن لها الاكتفاء بتعريفها المدني في
حدود قبائلها فالتعريف داخل القبيلة مختلف فل نقل مثلاً أني في التعريف المدني
هيثم بن محمد التميمي فهل هذا التعريف يصلح تعريفاً داخل قبيلة تميم أو داخل فخذ
الوهبة؟ إنه بالتأكيد لا يصلح لأنه عام جداً ومشهور بحيث يحتاج إلى تخصيص أفراده ليعرفون،
فشهرة بني تميم لا تضاهيها شهرة قبلية داخلها فكل ما تحت تميم أقل شهرة من تميم،
فعندما تقول (بني تميم) فلن تجد عربياً لا يعرف هذه القبيلة إلا النزر اليسير
والشاذ لا حكم له، ومع ذلك فهذه الشهرة التي لا يمكن حصر أفرادها لا يمكن الاكتفاء
بها وحسب، بل يحتاج إلى تخصيص أكثر حتى يصل إلى الأسرة والعشيرة لا إلى فروعها
بالضرورة. إن القبيلة تتعامل مع حد الأسرة (العشيرة) كحدٍ أدنى لا مكان حصول
المرجعية ولتحقيق مكتسب الشهرة الظاهر مع حصر أصحابها تحت نسبةٍ واحدة يجمع إليها
تاريخ، وحضور على الأرض تفيد منه القبيلة الأم، فلا أضر على القبيلة من تفتت
قاعدتها بما يجعل كل الأعمال القبلية داخلها لا تتعدى حدود التعارف، إننا نجد
قبائل كبيرة في المملكة السعودية تتحد في تسمية أنفسها بالفخذ والقبيلة ومع ذلك لم
يضع تاريخ أجدادها، ولا جهل أمرائها، ولم تغير هذه النسبة المدنية من النسبة
الحقيقة بين أفرادها وهي النسبة (العشائرية) وهي المعمول به اجتماعياً ويمكن لكل
فردٍ منهم أن يعرف صاحبه، ومن أي أرومة هو، وليس الأمر كما هو موجود عندنا تعتمد
فيه النسبة المدنية الغير منضبطة قبلياً فقد تكون في حدود نسبة أقل من مئة عام،
وربما هي أكثر من ذلك بكثير، ومع ذلك يساوى الأول بالثاني بدون حد علمي يمكن
اعتماده وتعميمه ثقافياً على أبناء القبيلة، إننا نجزم بأن الوعي بفروع تميم
بالحدود المدنية حالياً مستحيل تقريباً، فإن كنا نرى هذا الوعي ناقصاً في مناطق
جغرافية ليست شاسعة، فكيف هو بالوطن الكبير؟. لقد وصلتني اتصالات عديدة وهي غربية
بالفعل تريد أن تخبرني أني معروف، وأني أمير، ولا أحتاج إلى السلوك القبلي، بل علي
التوجه القبلي بهلامية لأن أجدادي لهم من الشهرة ما يكفي، وكأننا نبحث عن مجدٍ شخصي
في ذلك، لو كنا باحثين عنه لقدمناه للريايسة والوهبة ولم نقل كلمةً لبني تميم، ولا
لغيرهم، إننا نتوجه بشكل حثيث إلى قبلية حقيقية، وليس إلى اجتماعاتٍ هلامية لا
تستند إلى قاعدة معروفة، ومنعدمة المرجعية، إننا نفرح برفع اسم القبيلة، لكننا أشد
من يعلم أن تميم لا تحتاج إلى ذلك، فقد حازت من الأمجاد ما لا يحصى أو يعد، فلن
تزيدها الاحتفالات ولا الاجتماعات ولا التكريمات شيئاً ، بل العكس هو الصحيح وهو
الظاهر، إننا مكرمون بانتسابنا المحض للقبيلة الأشمة والتي مدحت من نبيها صلى الله
عليه وسلم.
خامساً:
طلب مني بعض الأخوة الفضلاء مراسلة الأستاذ ابن عثمان المحمد صاحب كتاب تمير تاريخ
وحضارة، وعدم نشر ردي عليه، لكن ردنا بسيط فالباحث لم يلتزم الحدود العلمية في
الطرح النسبي، بل لم نجد له قاعدةً مطردة في كتابهِ، ولا مزيـَّد بحثٍ، واطلاع، بل
الأمر لا يحتاج إلى ذلك، فمن هو مثله في مقام المعرفة والدراية، وهذه الاخطاء من قبيل
الزلات الفاحشة التي لا يمكن السماح بالوقوع فيها، فأما ما ذكرنا حول النسب فهو
مدون معروف يعاد فيه ويدقق في كتب الأنساب عن الريايسة والوهبة وعن الخرفان من آل
محمد بن محمد أيضاً كل ذلك مدون ومعروف في المشجرات الرسمية والكتب المؤرخة
والبحوث في العهد الحديث، ونسابة الوهبة، فما كان على المؤلف إلا أن يطلع على
مشجرة البرغش، وكذلك مشجرة كل عائلات تمير العريقة، فالأمر معروف وظاهر، وهذا أبسط
ما يمكن التوجه إليه، وكذلك الاطلاع على كتابة كبار البرغش قديماً في نسبهم،
والوثائق التي نعتقد أنها منتشرة، ومعروفة في تمير وسدير، لما لنا من نسب متبادل،
وخلطة واضحة، يعرفها الناس، فكيف يجهل ابن محمد العنبري ذلك ويكتفي بذكر النسبة
العامة؟ هل يصح مثلاً أن يقال أن العثمان من العنابر دون ذكر أي تفصيل نسبي آخر؟ العنابر
كثر، وربما كان اسم العثمان مكرراً فيهم فلا يكتفى بذكر أنهم من تمير فهذا ليس
حداً نسبياً بل حد مناطقي وهو ان دل على الأصالة فلن يدل على التفصيل النسبي
بالضرورة إلا عند العارفين، فبماذا نناقش الكاتب، وهو قد نشر كتابه دون استخدام
البحث الكافي، والمنطقي القبلي في التدوين. وكذلك ردننا على ذكر المؤلف قصصاً لا
فائدة ترجى من ذكرها، وهي من قبيل النقل الكاذب عن رجالات الملك عبدالعزيز آل
سعود، ولسنا في صدد الدفاع عن الفارس ناصر بن عبدالرحمن بن عثمان بن برغش آل ريِّس
، لكن ما كان بودنا أن يخرج كتاب بهذه الصورة.
سادساً:
من
معالم الجهل المركب، والمطبق على العقول، مساواة المنتسبات العليَّة بغيرها من
الفصائل، وقد ظننا أنه صدفة عند بعض من لا يفقهون شيئاً في الأنساب، بل يتوجهون
للقبلية هكذا بفراغ فكري، وشعوري، لكننا اكتشفنا أن الأمر أكبر من ذلك، ولنوضح ذلك
سأنطرق أمثلةً مُبينة : إن كل واحدٍ منتسب لعشيرة أو أسرة مهما اختلف تعريفه
المدني أو الشخصي أو العرفي فهو منها ولا يعني أن نسبته موازية لها، فلنرى مثلاً
في الأسرة الجليلة المسنـــد من آل محمد بن محمد بن علوي بن وهيب، أسرة وهبية
جليلة القدر، عظيمة الأثر في تاريخ نجد، والخليج العربي بالعموم، فليس القصــير من
المسند موازين للمسند بل هم من المسند، وليس الشبانة موازين للمسند بل هم من
المسند، وكذلك ليس الرقراق موازين للشبانة بل هم من الشبانة، ونقول عن أنفسنا ليس
المنصور موازين للبرغش بل من البرغش وليس البرغش موازين للريس بل من الريس في
سدير، والذي يظهر لنا أن كثير مما لا يفقه يذكر هذه الموازنة في غير محلها وهي من
أثار فكر الشعبوية الدخيل ، وليس من القبلية في شيء، فالجزء تحت الكل وليس موازياً
له، وكل تميمي يعرف أن أسرته سواءً كانت باعتبار حقيقي أو عرفي أو عملي داخلي فعلي
فليست موازية للقبيلة وهذا هو الصحيح وما يجب أن يصدق على كل تقسيماته حتى لا يحدث
الاضطراب داخلها، ولو صح كلام أولئك الناس لقلنا أن النسبة لبني تميم (التميمي) هي
مختصة ببني تميم في حوطة بني تميم لكون ذلك منتشر عندهم مدنياً بخلاف أغلبية
القبيلة في المناطق الأخرى، فهل نقول أن التميمي في الحوطة موازنٍ للريايسة؟ أو
للوهبة؟ أو لحنظلة، إنه خلط يجب أن يردم وينتهي. والغالب أن هذا ناتج عن حصر
المنتسبات العليِّة والكبرى للعشائر والأفخاذ في الذهنية على بعض الأفراد الذين
يندرجون تحتها مدنياً، فالنسبة للوهبة (الوهبي، أو الوهيبي) عام لكل وهبي، فكل
وهبي وهيبي، سواءً كان من آل محمد أو من آل ريِّس ، أو من المندرجين تحتهما، وقل
ذلك عن أي منتسبٍ أعلى، أو ما يجمع فروعاً كالريايسة (نسبتهم ال ريس ،الريس) فكل
ريسي من آل ريس، وكل مشرفي من آل مشرف، وهكذا فلا يخرج علينا من يفرق في ذلك ويدعي
العلمية وهي منه براء. ومن أراد الانحصار فلا يستخدم نسبة رفيعة تندرج تحتها أعداد
وفروع كبيرة ثم يقول أنا اقصد أن ذلك لنا، وهل القبيلة يمكن تقسيم تاريخ وأنسابها
لأناس دون آخرين؟ هذا العبث لابد أن يوقف، ويرسل بأصحابه إلى مستشفيات الأمراض
العقلية ليعالجوا هذا الهراء الفادح، والخطأ الكبير.
سابعاً:
التثقيف القبلي داخل الأسرة أوجب من القبيلة، فلابد من أفراد الأسر في بني تميم أن
يعوا أقاربهم فيما لا يقل عن خمسة عشرا جيلاً إلى عشرين جيلاً بحدٍ أدنى، ويعتنون
بحدودهم هذه، وتاريخهم، ويضبطوا اجتماعاتهم، ونسبتهم العامة، دون الالتفات لنفل
الأمور، وهذه رؤية فكرية، تصب في الأساس لخدمة القبيلة، فلا يمكن تحقيق الفائدة
للقبيلة وهناك من يرفض القبلية داخلها، ويمنع النقاش القبلي، ومع ذلك يقول أنه
يجتمع لبني تميم، بل وجدنا من يتدخل فيما لا يعنيه في شؤون الأسر الجليلة مقسماً
ومفرعاً ومتدخلاً فيما لا ناقة ولا جمل له به، ويشتطيط غضباً بأساليب يتورع عنها
الحمقى والمغفلين، دون مناقشة علمية، ولا نظرة دقيقة في الأمور. إنهم يريدون طرح
المواضيع القبلية لتوافق أهوائهم فإذا أبنا الرد العلمي، وبدأنا في النقاش، طالبوا
بمنع النقاش، ولو كانوا يملكون الحجة على ما يتفوهون به من هراء لوسعهم الرد
العلمي علينا، لكنه الجهل المطبق، يتحدث كل من هب ودب، بل من يدعي أن لا دراية له
بالأنساب، ثم يأتي ليتحدث على أننا نفرق القبيلة، أو الأسر، فأين الفرقة بضم الفرع
إلى الأصل؟ ، فحق الأسرة بالاعتبار الحقيقي والطبيعي وكذلك الفخذ أكبر من حق
القبيلة، وبه يتوصل إلى القبيلة، وبذلك يثبت للجميع أننا لا ندعوا إلى تعصبية
مقيتة مفرغة من المضمون، فلو كانت بمضمون لقبلنا بها على مضض فعنصرية هتلر أثمرت
في جعل ألمانيا دولة قوية إلى هذا العصر، بينما كانت ضعيفة قبل ذلك، لكنها تفوقت و
وصلت إلى مصاف الدول العظمى لأنها استثمرت في تعزيز العرق الجرماني، فمهما كان
الاختلاف مع هتلر إلا أنه انشاء أمة وتاريخاً قوياً وجذوراً صعب تزعزها في
الأزمات، والقبيلة جزء من المجتمع والأسر أجزاء وأغصان في هذه القبيلة، فالتنمية
فيها ينتج قوةً بارزة للدولة القوية. فعندما أذكر أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب من
آل مشرف أو من المعاضيد أو من آل ريس أو زاخري أو من الوهبة فلماذا يغضب بعض
الأخوة التميمين ويعتبرون ذلك عنصريةً ثم يقولون إنه تميمي؟ لا يجهل من درس
المناهج الدينية في هذه البلاد أن الشيخ من بني تميم، لكن لماذا عندما نذكر ما هو
عادي وطبيعي تحمر الأنوف؟ في رابطة بني تميم أو غيرها ذكر ذلك طبيعي كمجتمع يدعي
أنه قبلي، بل الاستفصال فيه مما رغب فيه النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: تعلموا
من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، وكان الصديق رضي الله عنه أعلم قريش بأنسابها.
ثامناً:
يكثر علينا الأخوة من ذكر أنتم معروفين، وأنت معروف، وأبوك معروف، وأمير، وشيخ،
وغير هذه الاطلاقات ، ونقول للإخوة بما أنكم تعرفون منزلتنا الرفيعة ونسبنا الأشم
في القبيلة فيتحصل بالضرورة فائدة توجهنا وتوجيهنا للأسريــة داخل القبلية لأن ذلك
لا يزيدنا شيئاً بمنطقكم، فقد حزنا العز والمهابة كما عبر بذلك أحد الأخوة، لكن
اطلاقاتهم لمنع اجتماع الريس او الريايسة وليس هذا من شأنهم، ولا يمكن له أن يوجه
إلا بذلك، إن القبليِّة لا تعرف أنتم معروفين وغير معروفين من الكلمات المخدرة،
المعروف ممتد، لا حد يوقفه عن الصلة والتواصل، ولا يتخندق خلف أمجاد أجداده بل
يتشاركها مع أبناء عمومته وهذا ما يفعله هيثم المحمد البرغش الريس ، وهذا ما آمن
به ودعى إليه، وعلى ذلك التزم به، فلا يصح له أن يدعوا دعوةً ولا يطبقها على نفسه
وأهله، بل بدأ من ذاته، ووسع ذلك لما فوقه وأسرته، وهو على ذلك يعلن محبته لبني
عمه، وقرابته، الأسرية، والفخذية، والقبائلية، بل إننا والله لنفخر بصلة أقاربنا
من أي طبقةٍ كانت في الجيل الأول أو الثاني أو حتى الأعلى ولهم حق القرابة
والمودة.
تاسعاً
: كل اجتماع حمل صفة عامة وشمولية حق لمن انظم تحته المشاركة فيه، فلا يحتاج فيه
إلى دعوة، فاجتماعات بني تميم يحق لأي تميمي حضورها وهو مدعو إليها بدلالة
عناوينها المطروحة لا منة ولا فضل على من نظمها، فكل عنوان يشمل الداخلين تحته حق
لهم حضوره، لا منة ولا فضل لمنظميه، وكذلك المجموعات في التواصل الاجتماعي فكل
مجموعة تميمية يحق لأي تميمي الدخول تحتها الا اذا ما كانت مخصوصة بتخصص في تميم
كمثقفي تميم، أو إلى فرع تميمي كالوهبة فهي تضم كل وهبي ، وهكذا، وقل هذا على
الفروع والعشائر تحت الوهبة فآل صقيه اجتماعهم يشمل من تحتهم وكذلك الريايسة، وآل
بسام، ولا منة ولا فضل وإلا فليحدد ويحصر ولا تستخدم فيه المنتسبات العليا، هذا
ردنا على رابطة بني تميم التي تظن أنها تملك الحق بإخراج من تشاء من مجموعاتها
وتدخل من تشاء، وتحدد من تشاء في القاء الكلمات وترفض من تشاء ليس ذلك صحيحاً فإن
وجد الوقت والامكان لمشاركة أي تميمي على كل محفل تميمي أن يفاخر ويسعد بذلك، وهذه
هي الرؤية الصحيحة، لا تحجبها حساسية فارغة، ولا توجه نفسي سقيم.
عاشراً
: ماهي الجوامع التميمية التي يتفق عليها من يصدق عليه النسبة للقبيلة غير الزواج
من طبقة نسبية معينة ليكون مقبولاً به؟ أخشى أن أقول أنه لا يوجد متفق غير هذا،
هذه هي الحقيقة، أتمنى أن يكون هناك مشتركات أخرى، لكن لا يوجد حالياً غير ذلك،
وهو بقية من السلوك العشائري القديم، وهو سلوك قبلي ظاهر وطافح حتى يومنا هذا،
ويتقيد به أغلبية بني تميم، ويوجب أن يعزز بسلوك قبلي ظاهر كما بيننا في النقاط
السالفة.
الحادي
عشر : وردنا أن هناك اجتماعات قديمة لتعيين شيخ لبني
تميم، وهي في الحقيقة مع احترامنا للأعمام الذين اجتهدوا فيها ضعف شديد، وعدم فهم
للقبلية، فكيف يوضع شيخ لقبيلة لا مرجعيات فيها فهل يصح أن يكون وزير بلا مدراء
عموم، ومدراء عموم بلا مدراء ونواب مدراء عموم، ما هذه الطاقة الهائلة التي تمكن
هذا الشيخ من رعاية شؤون قبيلة قد وصفها النسابون بانها قبائل عديدة بفروع عنقودية تتشظى كقنابل الديم بسرعة هائلة
لا يمكن حتى للمشيخة الوعي بها، وانتشار واسع بالمساحة، وبالناس باختلافاتهم، فهل
وجد شيخ قبيلة حديثة فضلاً عن القبائل القديمة كان شيخاً وسيداً دون مرجعيات معينة
تحته ودون نظام اجتماعي ثابت في القبيلة يرجع له، ويتم ضبط الأفراد تحته كما أي
قبيلة أخرى. أخشى أن الخصوصية التميمية التي يدعيها البعض ماهي إلا هراء، فأعظم
قبيلة في التاريخ قريش لم تقل أن لها خصوصية تمنع المرجعيات فيها إلى هذا اليوم،
ثم ما هو بناء هذه الخصوصية؟ لم تلغي مرجعيات قريش تمدن قريش، بل قريش ما زالت
متمدنة من عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقبل عهده وإلى يومنا هذا.
الثاني
عشر: ما هو حد "الكثرة" الذي يستدعى كلما
طرحنا دعوتنا في توحيد الأسر التميمية ومن يتبجح به بدعوى الكثرة يدعو إلى تميمية
هلامية فكيف تقاس كثرة تحسب بالألاف بحدٍ أعلى ولن تصل عشرات الآلاف بملايين ؟ ،
ثم قياس الأثر لا يكون بالكثرة فالانتساب للعشيرة (الأسرة) يجعل الظاهرين منها
أكثر لكن ذلك لا يعني أن كل الأفراد سيكونون علماء، وأمراء، وأصحاب تاريخ، إنك
تعلم ذلك بداهةً فرب رجالٍ فالعشيرة لا أثر بارز لهم، ورب رجلٍ بأثر مئة رجل وآلاف
الرجال، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث القعاع بن عمرو التميمي عن ألف رجلٍ فهل
القعاع عشيرة؟ إن الكثرة المستوعبة والمعدودة يستفاد منها في جعل النظام الاجتماعي
في البيئة الأسرية الصغيرة أكثر قوةً وانتاجاً ويعطي تنوعاً لازدياد اختلاف الظروف
التي تنشئ نابغين في شتى الصروف، وكونها محصورة يعطي قوة في التعاطي معها، وضبط
الافراد تحتها، والافادة من المشاريع الخاصة التي تحويهم، إنك لن تستطيع أن تقوم
ببناء شركة عائلية للوهبة بهذه الحالة، لن تستطيع أن تقوم ببناء أوقاف تكف كل
التميمين، ولن تستطيع الوصول بسهولة إلى الأفراد الفقراء في القبيلة كما تستطيع
الأسرة الوصول إليهم، فالمحيط الاجتماعي الصغير يعطي قوة مختلفة يمكن التعامل مع
افرادها بشكل أصح وأسهل من تعامل مع أفراد لا يجمعهم مرجعية قبلية ولا مرجعية
ثقافية محددة. ألم يحصد طاعون عمواس الكثير الغفير من الصحابة فرب ليلةٍ يموت فيها
المئات أو الآلاف، وقل ذلك عن الهنود الحمر الذين فنوا تقريباً بعد إذ كانوا من
الكثرة يعدون بالملايين والآن من الندرة أن ترى رجلاً أحمراً، وأيضاً السنوات
المهلكة التي حصدت كثير من الناس في نجد، فالكثرة في الانجاز لا في العدد، والأسرة
والفصيلة تحسب بالعامود بتحصيل أجيال معينين و مجتمعات ثقافية تحدد وجود العشيرة
مع منتسب جامع. ولا يشترط لتحصيل العلم في العشيرة اتحاد العامود، يعرف ذلك علماء
النسب فالاستفاضة تكفي، وتحقيق الشروط المستوفاة في القبيلة يكفي لتحديد أن هذه
الفصيلة من هذه الأسرة ، وهذا من ابداء المعارضة بدون تفكير منطقي فليأتوا لنا
بعواميد ثابتة تصل الأسر والفصائل التميمية إلى تميم بن مر بأجيالٍ محددة ومعدودة،
إن العلم بالنسب لا يتحصل بالعامود فقط.
الثالث
عشر: أرحب باتصالات أبناء العمومة، لكن يحبذ أن تكون هذه
النقاشات والمداولات كتابية ما أمكن حتى لا يحور الكلم عن موضعه وليتمكن الجميع من
العودة إليه، أقول ذلك بكل حب، فليحفظ الله كل ساعٍ لخير هذه القبيلة، وليحقق
مساعيه بحسن القصد، وسلامة الطريقة . والله باريكم ومولاكم.
والحمد
لله رب العالمين ..
تعليقات
إرسال تعليق
علق وجودك بالكلماتِ التي تكتبها لتحيا في رُده الشعور...