يشكل المنهج التقعيدي طريقًا يعملُ ذِهن الممارس، ويعيدهُ بسهولةٍ لمضنةِ “الفروع” و “الأصول” المتحصلة بنظر المُقعد العميق، ومما لا شك أنه يعطي الممارسَ رسوخًا في موضوعِ القواعد، وملكةً في القياسِ عليها، وضمها للفروعِ التي تتبعها… وهذا ما قرأته في كتابِ فضيلة زميلنا الأستاذ عبدالله بن تركي الحمودي والذي سماهُ (القواعد والفوائد من مجموعة الأحكام والمبادئ الإدارية لعام (١٤٣٤هـ-١٤٣٥هـ-١٤٣٦هـ) فألفيتهُ بالنفعِ جليل، سهل العِبارة منسابًا يسهلُ فيه على المبتدئ تحصيلُ أكبر فائدة وغنيمة، يذكرُ فيه القاعدة مع فوائدها مع الاستشهاد لها من مجموعة الأحكام والمبادئ، والذي وجدتهُ في هذا الكتاب أن مؤلفهُ التزم خطتهُ التي قرر في مقدمتهِ، فجعله على فصولٍ هي (الاختصاص و القرارات والحقوق والعقود والمنازعات الإدارية الأخرى) و مما قرأت فيه أيضًا فوائد مهمةٍ رأيتُ منها على سبيلِ التمثيل :عدول ديوان المظالم عن اجتهاده السابق في فصل الإختصاص لاجتهاد لاحق، وإيراد الباحث مثل هذا له ميزة، وأثر جيد للممارس على وجه الخصوصِ، لما لموضوع الإختصاص من مسيسٍ جوهري في عمل القضاء الإداري.
وأيضًا :أن المستقر عليه فقهًا وقضاءً أن أخطاء جهة الإدارة متى كانت سببًا في إلحاق ضرر بأحد الأشخاص فأن المتضرر يستحق تعويضًا جابرًا للضر اللاحق به.
وأيضًا : استقرار القضاء على أن عقد الإجارة لازم ليس لأحد من طرفيه فسخه ولا تعديله بإرادة منفردة.
وأيضًا :أن القضاء لا يتدخل في سلطة جهة الإدارة التقديرية بما تراه محققًا للمصلحة العامة إلا بثبوت تعسفها.
وأيضًا: أن الضرر الخاص يتحمل في سبيل تحقيق النفع العام.
والقارئ للكتاب يجد سلاسة في المحتوى، وسيرًا لطيفًا في قراءتهِ كأنما هو في واحة غناء ذات قِطاف دانية، فهنيئًا لقارئه هذا المحصول المُثمر، وهنيئًا لمؤلفهِ هذا الإبداع الظاهر، وأسال الله توفيقًا مديدًا للباحث فيه وللقارئ ومعمل الذهن.
- لمتابعة موقع فضيلة الأستاذ عبدالله تركي الحمودي في تويتر https://twitter.com/ath_006
فضيلة الأستاذ عبدالله الحمودي
تعليقات
إرسال تعليق
علق وجودك بالكلماتِ التي تكتبها لتحيا في رُده الشعور...