أخذتُ البيعةَ مِن قلبِ قلبي، قبلةٌ قبلةٌ، وضّمة ضّمة، حدّ أن سمعتُ الصمتَ ينحى في تفاصيل جسدي، و يرتويه.
هل أودعُ الصمت بهذهِ السرعة لتقضمَ لغتي من جهةِ المعنـــى؟ -رُبّ فراغٍ أضجُ مِن ارتطامٍ كوني يسمع دويهُ كل كائنٍ آخر. أضمُ صمتي، زم…زم، ليفجرَ مِن راحتيّ كتابةً فوقَ الكِتابة التي يخطها جسدي، أضمُ صمتي لأسمعَ دوي فؤادي، تسارعَ نبضهِ حدّ أن جُعل جسدي قلبًا لِقلبي، آه كم هو أليمٌ هذا العشقُ الذي يصفيني من كل ذاكرةٍ غيـــرهُ! .
أخرجُ من سويداء وجعي، من قعرِ الألمِ صبّا، أبلُ ريقي من الدمعِ، وأذوقُ ذاكرتي…متمشيًا في الحقولِ المعتاشةِ على الوجوهِ التي ذاقت حلاوةِ حبي دون أن أعرِفها - أهــذهِ قراءاتٌ لقلبي؟ هكذا قلتُ، فلا إسفارٌ يعول عليهِ سوى ذلك. بدأتُ في خلاصٍ أخيـر من ضعفي، فالقلبُ الذي فجرَ الجِنانَ مِنه، أصبح من بعدِ الجــرح نيرًا، وعينيّ السماويتان صال مِن بعد هطولهما للكواكبِ والمجراتِ الدوارة في صدري دويٌ لطيف للكمـــالِ، وأنقلبَ معناي إلى الأبدِ فبتُ في كل قراءةٍ معنــــى جديدًا فوق المعاني التي أعرفها؛ فعندما هَدّمتُ القِلاع بيديّ صار لي القدرةُ على أن أقرأني آلافَ المرّات في كل شيءٍ آخر إذ نصوصي كائناتٌ تربــى فيّ ثم تخرجُ كرياحين وزهور جميلة تدلُ على معناي… بكيتُ بل ساقطتُ الأوجاع مِن جسدي، فلم أعد بعدُ إلى الوهـــنِ
- أيكونُ واهنًا هذا الحُب المصفــى ففي كل مرّة أنزلُ إلى نبعهِ ألتقطُ فيّ جمالاً، ورونقًا بهيًا… أذوقُ نبعي، وأرى مالم أرى، كيف يكونُ هذا الفؤادُ معترا. صافحتُ قلبي الحاوي؛ لأحولَ غير ما كنتُ، يالله ما أوحشَ الفراق حين يكونُ لقاء. أضمُ نفسي أسفًا ومقبلا: يبدو أن ذاتي تضخمت كثيرًا يا حبيبتي أيشقُ عليكِ أن أعود طِفلاً من بعدِ أن صِرتُ كونًا؟ أيشقُ عليكِ أن أبكي مِرارًا لأخرجَ مِني وأعودَ أليكِ جميلاً ناصعًا سوءِ الآلامِ…
ناديتُ قلبي: يا عاهل آلام العالميــن، سُقيتَ من الآلامِ لِترى، وفيك رأت أوطانها المُنعمة، فمن بعدِ اعتراءِ وجهك مسحة الحزنِ الطهير بقي فيك النورُ وشاحًا يدلُ إلى قلبكَ الفراغُ الذي يشكلُ أجسادهُ بالأجسادِ أخرى، أتكونُ الذاكرةُ مصلصلةً في ثمولها إلى الحبِ رقصًا دوارًا؟ . في الكتابةِ صلاةٌ، شكرٌ للهِ الذي أسمعني قلبي في الموجوداتِ وفيه تبصرتُ لأعرفَ أنّي في الطريقِ إلي بالطريقِ إليهِ مسبحًا ومتقدّسا.
تعليقات
إرسال تعليق
علق وجودك بالكلماتِ التي تكتبها لتحيا في رُده الشعور...