مرسلة بواسطة
هيثم بن محمد البرغش
في
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
أتشكلُ على نحو دقِ الساعة على السابعة والنصف، مكورًا إلا قليلاً، وفي من سعي الهويناء الجاري في دمي تشكلُ البهاء.
أفر من النحافة فراري من الضواري فلازمها الذي عرفتُ وجربتُ تفتق شعوري عن دقائقِ الحس والمعاناة متدفقًا كموج وشلالات لا تفتأ عن الهبوط السريع المتواصل...
وتجري العادة حينئذ على الالمامِ بمعادن الكائناتِ، وتأمل الوحدة التي تعتري الوجود المتنوع، فأسلوا عن حياتي؛ وأدور في رحى الحيواتِ الأخرى منورًا ببصيص الضوءِ الآتي مِن البعيد في العمق الغائر، ومتتبعًا عُرف الشمعة التي تضيءُ قليلاً للإسفار عن المكنونات الكُبرى؛ فيغدو الحُب المُحرك غير الحُب، وتتحول الحياة على شكل مطرد لتثبت نظريةً ورؤية ما و ليكشف عن النعمة والشكر، ولقد كنتُ في زمانٍ غابر أنسى أن أطعم حتى ليطعم جسدي على جسدي، وأتذوقُ تسعر شعوري، وانطلاق ذهني عن حِدة تبت وتقطع مُرددًا (ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم) مكتفيًا بما لدي من التكور النفسي الذي يجعلني متزلجًا محترفًًا ومنزلقًا سريعًا أصل بالسرعةِ القصوى.
وجدتُ أن اكتناز الذكريات يُخفت الشعور، ويجعل بلاً للجسد والروح، فالبقاء ألصقُ بالفناء، والتركُ هو معدن اشتعال الجذوة التي لا تنطفأ، أنظرُ وجودي، كيف يتحول وجهي سريعًا ليبقى على ماهيتهِ لم يُمس بسوء؛ لأتذكر عبر المرايا أن أُحرق الشعور، وأذر رماد الولاداتِ مستخرجًا الجمار المُستمرة أبدًا في الاشتعال.
أناقشُ الأصدقاء بين الحين والحين عن التمارين اليومية والاشتراكات في النوادي الرياضية هل تلقي بضلالها على الروحِ كما الجسد، وقد علمتُ أنّي ذاهبٌ ليفنى مِني شيءٌ وأشياء ليحلّ علي غيرها أو الفراغ...
لقد أصبح الانتظارُ عاملاً حيويًا لإطالة سُمنتي للحدودِ التي أرى، أن أدع نفسي لصيقةً بالمكانِ والزمان بوجهٍ لا ينفكُ عن الوصلِ والتواصلِ رغمًا عن الكائناتِ وما ترى، فإنّي المُختار والخيار.
اشتريتُ جهازًا لقياس الوزن ويقال أني اذا استخدمتهُ بهذا الوجه فلن أتمكن من معرفةِ وزني على وجه الدقة؛ لذا أعمدُ إلى وضعه على الأرض مُباشرةً حاملاً في جيوبي أشياءٍ تنوء بحملها العصبةُ من الرجال... لعلي أزيد قليلاً، وأبقى على حدّ الثلاثة أرقام، فاذا كنتُ على المئة كان ذلك علامة الاستقرار والتوازن.
أدلفُ من عيني إلى نفسي؛ قُربي اللصيق أصبح بعدًا لا تقطعهُ السنين، وقد تعلمتُ أن أغذا على نمائي الخاص، متدفقًا عبر اللغةِ التي تجري في دمي لمستقرِ الكتابةِ ومُستقر الولادة ؛ مناديًا الفلاة نفسي، والوجود جسدي، واللقاء ذاكرتي ؛ يا عاهل آلام العالمين تبقى لصيقًا بعيدًا في آنٍ لا يدنيك القُرب ولا يبعدك البعد وامضًا في أبعادِ الأرواح التي تبتغيها، ومحلك الذي تعرف .
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق
علق وجودك بالكلماتِ التي تكتبها لتحيا في رُده الشعور...