أعصمُ قلبي بالحُب برهةً؛ أجفف ينابيع الأنهار الدانية من يدي؛ و أذيقُ الوجود الصحراء المناسبةِ في كلماتي، والعقبان الضارية في دمي تنهشُ الأحلام وتمحق الأوهام، والرمل المسافرَ على جثةِ الأيام يزحفُ على الوجوه ويُبدلها لأصبح جسد الوجع المكلوم. أمدُ يدي لتخرق بوصلةَ المسير، وألقى الطفل الذي يدور وقد نسي أنه أنا...
استيقظتُ عُريانًا من الذاكرة، لا ألو إلا لشربة ماءٍ أروي نهم الحياةِ التي تستعرُ في كبدي، حتى ليخفت صوتي في مستقرِ الصدى؛ يبل التشكلات الذائبة في صدر الزمن، و أعومُ في التفاصيل التي صارت وفق تضرمي نسيًا منسيًا؛ تعال لنسكر بشربة من شاي تلوح فيها الأحلام الطوال ونلتقي، أجزُ المسافةَ من الصميمِ إلى الصميم، عُريانًا أيها الذاكرةُ التي تنجلي وألوح في أفق المعاني كوكبًا دُريًّا...
لقد مضى وجعي إلى ناحيةٍ قصية، في دركِ الظلمات العلية وإذا لمستُ طينتي تبدى وجهي خلف الستارِ مدارًا للكلماتِ التي تشطرُ صدري، وتفتت قلقي حتى ما بقي مِني أصبح عصيًا علي متسائلاً عن حياتي التي أرقتُها في دجى الثقوب السوداء حتى غدوتُ على نحوٍ ما غير صالح للاستعمال الأدمي، عجيبُ أن كلامي الذي يضيءُ كيف يغم عيني عن رؤية الأشياء، ويحجب كوني مرأيًا، ألوكُ ما بقي من حكاياتي لأمِسَّ قعر التفاصيلِ، وأنسابُ عبر كوبِ الشاي؛ علي أن أكون شربةً أو ألتحم في جسدٍ وذاكرةٍ جديدة
يا عاصمَ الكلماتِ عن الشطط أعدني إليك، أرح قلبك المنساب وطنًا، وجهك اليوم الألق، واسمك الأوّل قد هبط من العلياء مطرًا ليذوق أجساد الحنين يا عاهل آلام العالمين. يا عاهل آلام العالمين لقد نسيتَ ما بذرت فنظر قلبك هذا وطن الصبابةِ والربيع. يا عاصم الحب الأوّل اغلق عينك عن الوجود هذا صدرك الدُري قد تفتق عن كلام طيب وحضن بديع.
تعليقات
إرسال تعليق
علق وجودك بالكلماتِ التي تكتبها لتحيا في رُده الشعور...