توضيح بشأن المصادر العلمية التي أعود لها في كتاباتي، والرد على الأخوة الذين عرضو بنا في منشوراتهم

 

                                                                               

                                  بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيد ولد آدم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه تسليمًا كثيرًا                                                                                                أما  بعد : 

إنّ للنقدِ العلمي أُسسًا يرامُ منها تحقيقُ الغاياتِ، وأعظمها تقويم الخطأ وفحصُ الطريقةِ والأدلة، والوصولُ للجديدِ المتمثل بالنتائج التي تقومُ على أسسٍ مُعينة، وبما أنّه من الواجبِ عليّ كوني مهتمًا بشؤون التوثيقِ التاريخي، وبالخصوص للشخصيات الوطنية من بلادنا الغالية وقد بدأت مُبكرًا بتدوين ذلك عبر أعمال متعددة، منها شخصيات الوهبة من بني تميم، استندتُ فيها للمصادر العلمية.

وقد أطلعتُ على بعض المنشورات والتي ذكرت مشجرات الوهبة من بني تميم، والرَّد عليها ضمن مؤلفات، وبيانات، ووجدتُ أنّ من حق أبناء العمومة والأسر العزيزة على قلبي كتابة هذه النقاط على عجالة، خصوصًا بأنّ بعض الاخوة انتقدوا بعض كتاباتنا شخصيًا مع أنها لم تخرج عن المصادر والشياع المعلوم والذين أحسبهم يوافقوني عليه فأقول مستعينًا بالله: 

1-               نُشرت مشجرات لبني تميم كثيرة، وقد يوجد بهذه المشجرات نقص أو خلل وجل من لا يخطأ سبحانه وتعالى، الذي أراه أنها ظاهرة وعمل صحي يُفاد منه علميًا واجتماعيًا وأن يعذر المجتهد والذي أوصله وسعه لنتيجةٍ معينة مع بيان أوجه الخطأ دون تضخيم- صحيح أنه لا يقبل من العشائر أو الفروع القريبة (١٥ جيلاً فأقل) أن يكون في مشجراتهم سقط أو تحريف -قدر الإمكان- لأنها ما يصل الأُسر بعشائرها وأفخاذها وقبائلها. 

2-               ليسَ من وكيلٍ علمي على الوهبة من بني تميم، يُحدد المصادر والمشجرات المعتمدة (للفخذ/ للقبيلة / للعشيرة /للأسر) ولا مشاحة بالاصطلاح وذلك لأمرين: 

أ‌-   أن المُشجر[1] في الأساس لا يُعد دليلاً مستقلاً بذاتهِ وإنما يرتبط بالمصادر النجدية الداعمة؛ فالعمدة كتب النسب وأقوال العلماء والمؤرخين والوثائق النجدية والمرويات التاريخية الموثقة، وأشيرُ إلى أنّ من أدق المشجرات في فخذ الوهبة مشجرة أسرة آل الشيخ -محمد بن عبد الوهاب- يرحمه الله وهي عمدة يعود لها الباحث في نسب الوهبة والمشارفة، مع اعتبار الجد الجامع لكل فروع الوهبة محمد بن علوي بن وهيب الطهوي الحنظلي التميمي.

ب‌-        أن الخطأ وارد وجلّ من لا يخطأ فجعل مُشجر خاليًا من الأخطاء لا يستقيم وذلك لأن التباين في المصادر يُلحق التباين في المشجرات وكذلك الأمر في جعل مشجر خطأً كُله فما وافق الصحيح أخذ مِنه أما الطرح الكامل فهذا جفاء يناقض الأمانة العلمية، وقد يطرأ دليل أو تسمية لأسر يكون معها التدوين والكتابة وجيهًا، وأرجو ألا يكون طرح هذه المشجرات تأخيرًا عن البيان عن وقت الحاجة لأنها مشجرات مضى عليها زمن و تداولها النّاس وتلقوها بالقبول ومضى على نشرها سنوات.

ت‌-        أن الاجتهاد يكونُ معه خطأ ضروري فإما أن نغلق باب الاجتهاد ونكتفي بالمصادر النجدية المعروفة فإننا بذلك نردم هوة الخلاف، وإما أن نقبل بالاجتهاد ونرد على المسألة العلمية وفق القواعد والمنهجيات العلمية دون زيادةٍ أو جفاء لحق القرابة والوصل بيننا  وهذا جيد ويمكننا أن نتوصل بذلك لنتائج جيدة غير أنه لا يمكن عزل الأمور الاجتماعية عن النسب فعزلهما فيه ضرر، لأن التوجيه في معرفة الأنساب لصلة الأرحام بكافة أوجه الصلة والبر.

ث‌-        أن الردود العلمية والتي تتخذ القواعد والأسس الصحيحة مرحب بها، وهي من المصادر التي يعود لها الباحث والمهتم في التاريخ، وتبينها ونقاشها من اثراء تاريخ بلادنا السعودية.

ج‌- أن العلمَ رحمٌ بين أهلهِ هذا على اعتبار قولِ من اعتبر النسب من العلوم، وقد اعتبرها البعضُ من الأدب والفنون؛ وفي كل الأحوّال فإن قواعد النظر فيهِ لابدّ وأن تتسق مع أدلة الشرع؛ لأنه رتب عليها أحكامًا وبذلك لا يصح التعامل معها وفقًا لمعطيات أخرى ومن ذلك مثلاً (وزن الأدلة قوةً وضعفًا) وهذا معلوم في قول الأصوليين والفقهاء مثاله: الاثبات مقدم على النفي، ومسألة الأخذ بنقل الواحد الثقة، وامتناع التواطؤ على الكذب، وغيرها مما هو منثور في كتب أهل العلم.


3-   أن مسميات الوهبة معروفة في الفروع التي يعاد لها وعلى سبيل المثال لا الحصر ( آل مشرف- المشارفة ) (المعاضيد ) (الريايسة) (آل بسام) (الشبارمة) (آل محمد ) بلغت المعرفة بها في كتب النسب ولدى المؤرخين والنسّابين والعامة ومن الشياع ما يطرح عدم الاعتداد دون رد بها ومع ذلك فإنّ المبالغة ظاهرة في طرح كل عمل نسبي لمجرد الاختلاف في التسمية خصوصًا إذا علمنا أنّ علامة الجزيرة حمد الجاسر -رحمه الله- قد نسب كل أولاد ريس بن زاخر المذكورين للريايسة -مثلاً-  وقد يخطأ النسابة في نسبة قبيلةٍ في النسب العام ولكنه يصيب في الفروع المندرجة تحتها فيؤخذ منه الصحيح، ويترك الخطأ، مع حفظ حق العلماء والمهتمين . والمشاهد لأمر الوهبة يجد عدم الالتزام بنسبة واحدة وبرهان هذا كثرة الأسماء المندرجة تحت فروع قريبة، فالتعصب لاسم دون اسم لا يعرفُُ عن الوهبة حسب ما أعرف وكنت أوّل من ذكر الالتزام بالنسبة العشائرية قبل ما يزيد عن العشر سنين، ومع ذا لم نجد اهتمامًا كافيًا بما دعونا به مع أنه أدعى للصلة والوصل وتحقيق الغايات.


4-   التقريب في وجهات النظر، اعمالاً لمبدأ الصلة، وأن الجامع موجود وهو النسبة للجد محمد بن علوي بن وهيب -رحمه الله- وهذا هو الهدف اعمالاً لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم) وقوله ( وإن لي رحمًا سأبلها ببلها)  فأنّ المبالغة في الردود بما لا طائل منه مُضر لأن النسبة للوهبة ولما تحتها يكفي ولن يردمه بحث أو كتاب لشياعه وقوته.


5-  أشرتُ في بحوثي ونصوصي إلى أبناء العم المجتهدين سواءً وافقتهم بالرأي أو خالفتهم وليس لواحدٍ منهم أن يمنعنا أو يشير لمنعنا من قريب أو بعيد، أو يحدد المنهجية التي نتبعها في النقل تصريحًا أو تعريضًا وإذ أنه لابدّ من حفظ جناب أبناء العم والمجتهدين جميعًا كانت هذه الكلمات. 


          أتمنى لجميع أبناء العمومة والباحثين في تاريخ ووثائق الوهبة من بني تميم التوفيق، فكل عمل يفيد الوهبة نحتفل به ونؤازر صاحبه كأنًا من كان لكونه من تاريخ بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية، وأنّ أكثر ما يجعلنا نحتفي بهذا التاريخ ارتباطه بتأسيس الدولة المباركة، و مآزره الائمة والملوك من آل سعود وما قام به الأجداد والأعمام اتجاه الوطن وولاة أمره من نصرةٍ بذل فيها الغالي والنفيس في سبيل الأمة السعودية الشامخة، والحمد لله. 

                                                                          

                                                                     هيثم بن محمد البرغش 

                                    من الريايسة أولاد ريّس بن زاخز الوهبة، من بني تميم.



[1] أقصد المشجر الذي لا يحوي تفصيلاً علميًا، ويوجد كتب بنيت على أساس أنها مشجرة مع البيان والعزو وهذه في منزلة كتب النسب الأخرى والله أعلم. 


تعليقات