أهلاً، ماضٍ في يديّ الأمس أغزلُ الكلمات الدفاقة؛ أروي نهم صدري للحُب وقد وعيت التفاصيل المتصاهرةِ فيّ وقد صُيرت ثقبًا أسودًا يبتلعُ الذكريات… حتى نفسي قد ابتلعت، أنسى من أنا في غمرةِ معرفتي من أكون!
عِمت مساءً يا عاهل آلام المستطيرة، مع هذا السهر المتمدد على قارعةِ الزقاق تلوكُ الظلمات الثلاث؛ ظلمةُ اللغة، وظلمةُ الوحشة، وظلمةُ البُعد في حضن البعاد. أسحبُ البعدَ بحبالِ الكلامِ، ولا يصلُ إليّ إلا سرابٌ محير ؛ لا هذا وجهي، ولا وجعي ولا لغتي…
ألوكُ شفقي قبل الغروب، احتسي بعضًا مِن جسدي وذكرياتي قبل الأفول لارتطم بحدّ الفراغ، ولا أجد وحشة أخرى سوى جسدي. معاناةٌ إن سبق حديثي صمتي، جرحٌ غائر إن مضيتُ بكلامي ألوحُ قاطعًا رؤس المعاني اليانعة.
عِمت مساءً يا وطن الصباباتِ المتراجفة، انتظِر هطول دمعتك حِبر هذه الأوراق الشبقة لكلماتك، والحنينة لمعناك؛ طفقتُ ألم الفراغ، أوزع على حياتي دروبًا دوارة للبحيراتِ المُعلقة في دمي تغسلُ الجرح الأوّل.
وليتُ رعبًا مِني وقافًا على جسدِ المدينةِ، وقد دنوتُ مِن وريدي لأرى العالم المتسعر في جسدي، مُناديًا صوتي المسافر في البرايا أن يعود في كلماتي. أزعبُ الظلمة موردًا الجُمل المأساة، والانتشار؛ لتجاوز حدود الصدور والذكريات .
يا عاهل آلام العالمين، انصببتَ مطرًا على الأوراق لتفنى جسدًا وتُخلد كلمات يا لغة الصبابةِ الأولى، والحب.
تعليقات
إرسال تعليق
علق وجودك بالكلماتِ التي تكتبها لتحيا في رُده الشعور...