لمستُ قربي من الأشياء أخيرًا يوم فنت، واختارت البُعد لتراني، سنينٌ مضّت ولما يشعروا والآن يشعرون.
أتوكأ على النسيان، ومعي حمولة ينوء بها أولو المدينة، ومع ذا أمشي الهوينا إلى حتفٍ وولاة أخرى؛ حياةٌ تراق بقلمٍ، وحياة تعلن عن ولادتها الكتابة؛ وما أتوكأ إلا على عظيم.
أزمُ شفتي الساعة لألا تدق، لم يحن المضي بعد، توقفي أيتها الساعة الخامسة والسبعون وأجعل عصاي في رحم التروس لتقف، وفي عجلةِ عربةِ الكلمات للتوقف.
لقد وصلتُ عبر مشي طويل؛ إن توقفتُ عاد كل على حالهِ الأوّل ويتبدى ليّ من الجديد فرحة وجمال ولطف.
أرتدي تاج الصمت، وبالكاد أبقى، تكادُ تدق عنقي؛ ويدي تأنُ لحظة مخاض الأدب ينهمرُ منهما لا يحجبه سد أو حد.
أرتدي الموجة العلوية التي تروم هدّ جسدي لكنها لا تجد شيء، سوى أحلامٍ صغيرة تأن ولم يحن أوانها بعد، وكلمات هشيمة تنتظرني لأقيم أودها وتجعل مِني في العالمِ رحالاً في قلوب القارئين.
لقد وصلتُ للقريةِ، ولمّا أبلغ مجمع البحرين؛ يبدو أنّ جرحي قد طوي في المسافةِ، وبقي الرملُ الشاخص أمامي يدور في رحى دوامةٍ هوائية صغيرة، يحتفل بمقدمي الصامت، والجاف.
هذه يدي اغمسهما في الثقب الأسود للمعاناة فأنالُ من خشيتهِ مِني وما أحمّل وجوهًا مخرقة، ولعبًا معطبة، وحياة قد ولدت منذ زمن بعيد ولم ترى النور بعد.
قلبي المجرةُ التي أسدلها لتعمّ القرية، لتكون جسدًا لانبجاس الوقتِ الكتَّاب الجديد، وليعلق وجهي في الأفئدة، ويخرج من الأضلاع، وينبت في الوجوهِ التي تناديني ؛ يا عاهل آلام العالمين، يا قديس الفوضى اجمع إليك سُحن من رحل و اسق بصمتك البرايا يأدمون في كلماتك، ويعبرون ذاكرتك الغيوم الرحالة ليصبحو مطر الكلام الحلو ، يا عاهل آلام العالمين ذاكرةٌ لم تذق اسمك لا يعول عليها فلما تحفل بالنسيان؟
تعليقات
إرسال تعليق
علق وجودك بالكلماتِ التي تكتبها لتحيا في رُده الشعور...