يراء ليّ الوجود النبّاضُ في دمي ويدي، بالكادّ استمع لصوتٍ بعيد في لُجةِ الريح التي تحملني
سافرتُ كثيرًا، لكن رحلاتي لم تجاوز مستقر الروح!
لقد استقرت فسيلتي على الجودي وأصبحت جبل الربيع !
أزمُ صوتي، أشد أوتارهُ كمن يلعب بدمى السِرك وأغترفُ كلماتي من آخر ذكرياتي! هذا البحرُ من الكلماتِ لجوجٌ لا يلجمُ بصمتٍ ولا كلام… هيّاج أيها القلبُ الذي لا يعرف المرساة ولا شطّ العبور !
أتدثرُ بكمٍ مهول من الوجوهِ التي أصبحت لغتي، مكتفيًا بإغماض عينيّ ليرى جسدي من أخامصه لأعاليه!
أحتفلُ بالعُري أن نرى أنفسنا بكل العيون والأيادي-
أن أمكن من جسِ الغيومِ الولاّدة أنهارًا وأمطارًا وفراغًا …
أنظرُ إليّ -
كيفَ يشتعلُ الرأسُ شيبًا؛ لكن قلبي ما فتأ عن الحبو بعد! كيفَ يزهرُ البياضُ ويصبح صفة الفتوة والجمال !
أقطفُ زهرةَ عُمري و وفاتي، وصوتي ليصبح صمتًا مُعادي.
أتى جرحُ رئتي لينزغ ذكرياتي و يُهتكها في نار النسيان أرى وجعي الذي يغيب…
أتحسسُ السنابلَ التي ما أن أمسها حتى تغدو ملحًا ورملاً بين كفي تتساقط الكلماتُ في مهبّ الذكريات، وعندما أغمضُ عيني أرى نفسي حبة رملٍ مسافرة جاوزت جسد العالم، والمجرة ؛ فإنّي الفُلك السائرة الكتّابة.
أنظر ليّ-
ولمّا أشرعُ بصري بعد منكفأً على قلب
همسٌ يتداعى كما القصعةِ؛ يرصُ على جسدي ليقولَ: لا ذاكرة اليوم، ولا شُعور !
لكنّي أفتحُ نوافذ عينيّ لأقرأ الكلمات التي يُسفر عنها العالمُ والحقول الدانية.
أدنو مِني كمن يلتّقط البذور ليأدها عن الإثمار فسيحًا ؛ لن أكتفي بما قدمتُ فالصمت أصبح ضجيجًا والكلامُ ملجئًا وطبيبًا !!
غريقًا أيها القلبُ الذي يغذا بالمدلهمات، أنزعُ قلمي كما أفتقُ جرحي لأصبح جسدًا للهواءِ الدوّار؛ متنقلاً بين النفوس التي أعشقها والتي أتركها .
أُشيح إذا ما فتحتُ عينيّ- الجمُ بصيرتي بأعواد الخيران؛ كُفي عن الدلوفِ توقفي فيّ واكتبي جرحي مرّة دون السفر .
أُغلقت الأضواء والتحمتُ مع العتمةِ؛ وأصبح ظلي حِبرًا كتّابًا يجري بلا مستقر؛ صبًا كما قلبي، أشرع نبضي للفلاةِ فتزهر وجوهًا أقطفها تارةً و تارةً تصبح وجهي ولغتي. يا عاهل الامتداد والانكفاء حدّ صبابتك توهب أخرى ففيك يجري العشق، وفيك تنعم الولادة باللغةِ والحُب.
سأتوقف عن منادتي فقد وهبتُ عدمًا لذيذًا فهلمّ بالقُبلات التي أرضى بها اسمًا وهويةً ودمًا !
تعليقات
إرسال تعليق
علق وجودك بالكلماتِ التي تكتبها لتحيا في رُده الشعور...