فناءٌ يقد صدري من الأفلاك!


 


الفناءُ أن ألقانّي كما كنتُ، دون أن أريق دم الماضي على سُلم الحياة؛ فلن يعوّل عليّ إن بقيت… قلتُ ومضيت في نومٍ بعيد!  


لماذا لا تكترثُ يا قلبي عندما تكون على حافة الهاوية؛ وتنشطرُ ألف مرّة إذا هبّ نسيم لطيف، أو صعدت على أنملتك قطرةُ ندى من ورقة شجر ! 


صدمتُ لمّا استيقظتُ ووجدتُ جسدي ما زال مجرةً، ومع ذا أحسُ بالغربةِ تنتشرُ فيّ عتمةً وسواد !  


السوادُ الذي أصبح حبرًا لذاكرتي الآن يغيبُ في ملهمة السطورِ، وأنساه! 


ولم تأتي قُبلة توقض فيّ نهمَ العيشِ، والبقاء ! لماذا أريدُ جزّ حدودي للحالة القصوى وكل ما حوّلي مذعورٌ من صمتي وهدوئي ! 


أضم السرير علنّي أصلُ لأعضائيّ؛ لكن يدي لا تصلُ لشيء مِني فأنا جسدٌ سرابيّ قد فُصلّت أعضاءهُ بخمرٍ وحدّ وعذاب … 




أعصر ذاكرتي كما أعصر ثباتي لأنسابَ طريًا في مهب الريح، يحملني الهواءُ وبالكاد أحمل معي أُمنية!  


عركتُ أيامي لمّا مضت بي اللغةُ على شطِ الزمان وحيدًا ؛  


أقلبُ يديّ ورمالَ الشاطئ أفتشُ عليّ أن أجد شيئًا مِني، وتسقط مِني الرمالُ فلا أغرفُ من الوجوهِ التي تغيرت وتبدت للبكاء إلا لممًا لأعرف!


الأصدافُ موحشة تكادُ تبتلع ما بقيّ في من رمق الاشتياق!  


ما بقي فيّ سوى قطراتِ الفراق المُعلّب… لا أريدُ التذكر، فأهرع للكتابةِ النسيان؛ أن أحفظ مالا أشعر به، لأقرأ تاريخي في صحائف الأمس! 


وأضحكُ قائلاً: أهذا أنتَ يا مستحثة العذابات القُصيا !


فنى صدري لمّا جرت يديّ في ولادة كلماتي، وهبطت نجومي لتضيء من جديدٍ في دفاتري أفلاكي…  


فنى صوتي لمّا استمريتُ في نداءِ ذاتي من البعيدِ ولم تعد أبدًا من سفرها الطويل إلى الحُب!  


ذبلتُ لمّا أُمطر قلبي بسيلِ عشقٍ يُجرَّفُ ذاكرتي، ويجعلني نسيانًا أخرقَ لا أتذكرُ شيء ؛ ذبلتُ لمّا حطت طيوري الصغيرةُ لتأكل البذورَ فأصبحتْ بذورًا أخرى! وعرفتُ حينها أنّي شتاتٌ وجسدي ممحاةٌ ونسيان…  ذبلتُ لمّا قررتُ السفرَ على أجسادِ الرياحِ والعواصفِ لأصل! 



عرفتُ أنّي مع بقائيّ لم أنتظر أحدًا؛ فالحبُ يجاوز المكان والزمان والجسد!  

لكنّي طفقتُ أخسفُ عليّ من الذكرياتِ وليتني لم أفعل؛ لأنّ التذكر ينسيني من أنا ولماذا هرعتُ للكتابةِ أوّل الأمر، تستبدل الأشياء وأصبح بهويّةٍ أخرى، ونطاقُ بعدٍ جديد عصي على الوداع وعلى الفراق!


إليكَ عنّي- 

فشربةٌ من الزيرِ تقضي أودّ الحياةْ  ! 

ناديتُ الصحراء المتوحشةَ لتخرج من صرير ضلوعي، ومن حشرجة كلماتي الممعنة في الرحيل ! 


بيتيَّ البسيطةُ، ودثاريَّ العُري والسماءُ والغيوم؛ يسري في دمي الانكشافُ لأقولَ كلمةَ: انصرام!  

أصرم وجعي عندما أصرمُ عذوق التمرِ في بيت جدي، 


تدكُ يديّ التي تصبحُ ماءً و غورًا وانفلاقات كلما ذهبتُ خارجَ العالمِ و الوجود!  


إليك عنّي- 

فنطقيّ اليومَ شهدٌ و امضاءُ وجدٍّ و مماتْ!.  هذهِ كتابةٌ أن أقولَ بلساني ما يجري في دمي وبناني آنًا ! 


إليك عنّي- 

فرحلةٌ للقلبِ أحلى من ودقِ الصفاتْ 


إليك عنّي- فإنّي عنك رحالٌ وإن قربتُ 


بُعدي مستقري، وهجري الشديدُ لقائي؛ ففي تنقلبُ الأشياءُ ويأتي بكينونةٍ أخرى. 


ملكتُ لغتي سيرتها في مجرى صمتي وكلامي، هذا صدري قد حوى ألمي الأوّل ونسياني يا أيها الصمتُ قد حان انصرامك فزرع كلماتك تنبتُ حياةً، وانطق بآلامك توهبُ الولاداتَ والربيع كما يجب؛ يا عاهل الانصرامات الكبرى قد حل وجهك اليوم لغة الحب وطريقته فما تخشى من ربيعك وقد وطن فيك الشتاءُ الأكبر ؟ 


يا أيها الحدّ الأوّل، اكشف عن معناك رقراقًا كما تُحّب، وأغدق بالكلمات شعرًا و فلاة. 


تعليقات