فقدتُ نفسي لِما يجتثُ جناني من التحولاتِ راكبًا فُلك الشعور، أجدفُ بلسان حالي…حتى يسفر بحر الظلمة عن مسلك!
لم أعد أعرفني لوقع التغيرات التي أعيدُ بها تشكيل ذاتي بالخروج من الزمان والمكان، فقد غدت كلماتي شِراعًا لدورةِ الحُبّ عبر الفصول!
الصمتُ الذي أمناني الغياباتِ المتلاحقة، جعل قلبيّ يخلعُ من الأماكنِ، ولا يحده جسدٌ أو ذاكرة؛ أن تكون ولا تكون على قدر المساوة!
لا أدري فرقًا عمن أُحب ولا أُحب فقد استوّت حياتي على هدوءٍ وامتنانٍ و بُعدٍ وغربة! وبدت الوجوهُ في عينيّ وجهًا جميلاً يُشبهني؛ عجيبٌ أنّي أصهر بكل هذهِ الحدود والأجساد وأذوق ذكرياتها ثمّ يستوي قلبي في مجرى الحياة واللقاءات …
قلبيّ الذي لا يزنُ حبةَ خردلٍ ينوء بحملِ الكواكبِ والذكريات ! في ليلةٍ وضحاها وعيتُ في حدودي امتلاءاتي وفي تقلصي لحبةِ قمحٍ واحدة مسافة الوجود !
رغبتُ عن لغتي؛ فنبت في جسدي أقمارٌ وأنهارٌ تتفجرُ منها الكلماتُ التي كتبتها، وأصبحت تاريخي.
تاريخيَّ الوجعُ الطويل في مُسيَّرةٍ بعيدة إلى الأفلاك تُقل الكلمات، وتعب الفراق… أعزلُ نفسي عن نفسي، أشطر أمنياتي الصغيرة بمنشارٍ ثمّ أنثرها للطيور تغذا عليها
سيرتي الدمُ النضّاح في عروقي بالعشقِ والصبابة؛ تجري به اللثماتُ والقبلاتُ والأحضان،
سيرتي الفناءُ اللذيذ إلى انتهائي الحميمِ، أكتبُ ويغزل وجهي في الدفاتر والأحلام.
أحلم بالكتابة، كلما طفقتُ إليها وضعتني على جادةٍ يتفتقُ منها الضوء رويدًا رويدًا لأرى بعيونِ جسدي ما عجزت عنه العيون الأخرى، وأرانيّ بعيونِ جسدي ولكل عينٍ لغةٌ ورؤية وامتداد آخر، وإذا ما ذهبتُ للمرآة ألمس تحولاتيّ آنًا …
هلم إليّ يا صدري،
غادرِ الأفلاكَ التي تذوي، أعطني ملح الحياةِ و التقاريع… هلم بمطر الذكرياتِ، أنعش فيّ القرب والبعد على طبق المساوة.
هلم يا قلبي،
داوي جراح الأمس بُعدًا واتّصالاً على صفيحِ المعنّى، دفقّ جسدي في لججِ المسرى للحُبّ،
فقدتُ جسدي لمّا وعيتُ فيهِ الأجساد الأخرى فعرفت أنّي لا أنتهي إلى حدّ،
فقدت جسدي لمّا قبلتُ كائناتٍ أصبحت مِني في مقامٍ بعيد، وهي مِني أقربُ من حبل الوتين؛ فبينيّ وبينيّ تقشعرُ المسافاةُ وتتداعى مدلهماتُ الوجود …
فقدتُ قلبيّ لمّا سافر دونَ اشعارٍ وركبَ كُلّ الرحلات المغادرة كلما ذهبتُ لألقاه وجدتُ قلبًا آخر لا يعرفني،
تعذبني الذكرى بسوط النسيان، كلما غادرني شيءٌ تضرم آخرُ من طبقِ الغياب على الغياب ،
عصمتُ قلبيّ لما جسستُ الجسدَ الذي يرويني، فتداعت في حضنيّ الصورُ والكواكبُ المضيئة…
عصمتُ قلبي لمّا دعوتُ الكلماتَ لمحفلِ الذبح؛ أذروها للريح لتعود مطرًا وتعود وأحيانًا لا تعود …
هذهِ عينيّ قد نبتت على المرايا لترى حدودًا لا حصر لها تذوبُ في تفاصيلي،
هذه عينيّ تتذوقُ الكلمات التي خرجت مِني ثم أقسمت ألا ترجع؛ لكنها تبقى باسمي وعلى شرف الكتابةِ تعيش…
كتبتُ جسدي بمدادِ العشقِ؛ بالولوج أحيانًا إلى التفاصيلِ وبتركها أحيانًا تعيشُ على ظل الدلالةِ بين الكلمات والمعنى تراوحُ البقاء والفناء قائلةً: زم زم.
في مهبِ الريح وجدتُ لُبي يصرّفُ الشؤون العالقة، وقد منيتُ ببعدهِ للحدود القصوى، ولمّا لقيتهُ قال: ألست من حطم قيدي ووهبني العالمَ الفسيح فهلم لكل آخر تلقاني،
يا عاهل الفراغ المتداعي ذاكرةً وحركة هلمّ إلى صدرك المسارُ الكوني ويدك تحطم الجسور للحب بالحب، وقد حوّل صمتك الوجود والاسئلة.
يا عاهل آلام العالمين، يا جسد الأجسادِ الأخرى هذا مطر الذكرياتِ يغسل عُريك الحد الأخير…
أرفق شذرات الصور على مسراي لألقاني بشكلٍ آخر جسدًا يعبر أجسادهُ ليصل لقعر سويداءه؛ اللغةُ التي يشتهيها وتشتهيه!
تعليقات
إرسال تعليق
علق وجودك بالكلماتِ التي تكتبها لتحيا في رُده الشعور...