محمد ومن غيره .

مذ زمن سافرتُ كثيراً في مكنون ذاتي ، أرقبها  ، و أعيش أحداثها كمجموعةٍ من أشكال الحيّاة، وما زلتُ على ذلك حتى جمعتُ مع إنسانٍ سمى بذاته حد النقاء الذي لم أره في غيره، و أمنتُ أن لن أراه أخرى . لقد كان محمد فوق كل ذلك يشكل جانباً هاماً في الذاكرة، فمواقفه التي عرفتُ لا يمكن أن تنسى . كانت رحلاتنا قرب المعهد جميلة، وكانت تلك الأحاديث هي بذرة الحكمة التي ربت ونمت حتى صارت غاباتٍ كبيرة، تظل كل طالبٍ لها. لا يستطيع أحد بحالٍ الوجود في المناطق التي يستحوذ عليها في الذاكرة، فهو مالك كل سامٍ بالشهامة، والحب، والوفاء .
لقد مرّت سنوات عديدة إعتقدتُ أني أعرف تاريخ لقائنا الأول ، لأكتشف فيما بعد أني لقيته قبلَ تشكل الذاكرة، قبل الوعي بالأشياء.
و الأن توقف ذاك المُسافر فيَّ ، و أصبحت المدن تجهز حقائبها لتقدم الي، أعقد إجتماعاً معها لتسكنني مواقف و أحداث جديدة، وليولد من جديد الإنسان في قلبي .

تعليقات