بعد
فقدي لكثير من الأحباب؛ جَهِرتُ بمشاعري للآخرين ، لم أدع أحداً أرى في نفسي ميلاً
له وحباً إلا أخبرته فالموت لا يستأذن، وما في القلب قل من يُحسه. كثير من كانوا
يملؤون حياتي لم أعلم أنهم راحلون لأزداد من قربهم، وظل في القلب شوق عظيم، وحسرة
على ما فات . وظللتُ أسأل لم نشعر بقيمة الأشياء إذا رحلت ؛ وعرفتُ إنما نحن نجرم
في حق أنفسنا، ونحكمُ عليها بالهلاك. تغزوني أفكار عن الفقد، والرحيِّل تلك
الأفكار المُرعبة جعلتني أسرعُ نحو التودد ، أن أكون بالقرب دائماً . لا شيء من
عاداتي ، لغتي ، صمتي الطويل سيبقى ، أراهُ يبلى ؛ أُبدل غيِّره؛ وحِدة باتصال .
أرمي بكل المراتب والحواجز لذاكرة النسيان؛ إن كانت تمنعني الوصول ، أحطم تِلك القلاع
والحصون فلا يبقى شيء بيني وبين القلب . أعتبُ لدوام المحبة، و أفصح عن ما يدور
بخاطري لأزداد ويزدادون من فهم بعضنا للآخر. السنوات لا تستأذنُ عندما تمضي ، لن
يجاريها أحد من الناسِ الذين يمعنون بفعل الأشياء التي يبكون عليها، ولو أمعنوا
النظر قليلاً لعاشوا حلاوة الحياة؛ أن تصفى بقربِ الأقارب والأحباب . ما هذه
الدنيا بشيءٍ ومع ذا: نتعامل فيها بمنطقِ المُخلدين ، نبتعد ، ونمعنُ بالهجرِ ،
إلى لقاءٍ يجمعنا في إحدى هذه المقابر؛ أن نتصافح ويحضن بعضنا الآخر عند فقد عزيزٍ
جمعنا الحُزن عليه، وكنا نتشاغلُ عنه حالَ حياته . نحنُ بحاجة ماسة لإعادة
حساباتنا ، طرق تعاملنا مع الآخرين . لنستخلص الكنوز القريبة، وننالُ السعادة ،
فالذكرُ الحسن ، وما أحوجنا إلى كل ذلك
.
تعليقات
إرسال تعليق
علق وجودك بالكلماتِ التي تكتبها لتحيا في رُده الشعور...