تتبدلُ الأدوار ليدل كل منها على أن هذا العالم مُترابط يدل كل شيء فيه على الآخر، و تنطقُ صورة النقيض في صورة الحال. لطالما حملني الضجيج إلى اختيار أماكن أكثر هدوءًا، وجعلني الحزن الشديد أحسُ بجوهر الفرح.تمرُ الأيام ويمر أشخاص كثر لا نتذكرُ شيئاً عنهم، ولا يبقى في البال والذاكرة إلا قلة يستحوذون علينا؛ يصبحون أعيننا التي نرى بها الكون، والأوطان التي نُهاجر منها لمعرفة الجديد في الحياة.. ونتعلم.
تتبدلُ الأحوال.. يتغير الناس.. إلا أن الصور النمطية تتشبث بإنطباعتنا، تريدُ أن تكتسب " صفة الخلود" بينما عجلة الوقت تسير، والأحلام تشيخ، والوجوه تختبئ خلف التجاعيد؛ تنبعُ بالخبرة، وتحوي نظارة الجانب المعنوي من الصفات. يعلقُ بخاطريّ الموقف الذي إلتقيتُ فيه ذاتي ، عندما سمعتُ صوتي في أصوات الكائنات، عندما تحول الحزن إلى كائن محسوس، يرافقني، يبددُ وحدتي ، ينسيني توقي؛ لهفتي للقاء . لقد طبعت بعض اللقاءات في نفسي، لحدٍ لم يعد التذكر وسيلة يثبت وجودها، إنها تلتصق بطريقة فهمي وتواصلي كلغة، و تسكنُ خلجات نفسي كسلوكٍ يدلُ عليّ. وهذه هي اللقاءات التي لا تنتهي ، تظلُ رفيقة بقيّة العُمر، تنصهرُ بالجسد والذاكرة، يبنى عليها كل ما يأتي.
يمضي الوقت، يتشبث بي الماضي ، وتضعُ " حربي" مع ذاتي أوزارها، أنا اليوم: راضٍ عني ، كل تفاصيلي جميلة، ولأنها كذلك؛ تتغير لتبقى بحلة مُبهرة دوماً.
أيتها اللقاءات التي سكنتني ولم تحدث بعد، الذكريات التي تنبضُ بصدري بلا لقاء، ما مضى ليكون حالاً، هذا أنا: بكل الموت والحياة اللذان يسكناني ، بكل فرحةٍ تنمو كغابة خيزان في صدريّ ، بيّ الحزين الغاضب، والهادئ الذي يرتوي من نهر التسامح لأبقى ..
تعليقات
إرسال تعليق
علق وجودك بالكلماتِ التي تكتبها لتحيا في رُده الشعور...