الصدمة قبل الصدمة

… ( النص قديم قرابة ست سنوات )

ما قبل الحرف : 

هل تعرفوني؟ 

أ يتذكرُ أحدكم " كم أحببتكم جداً، أيها النابضونَ كبندول ساعةٍ في عُمقي . 

( بكل صفاقة ) مَن أنتَ ؟ 

- لم أكن شيئاً بعد، بعضهم يسميني " عابر سبيل " و السبلُ تعبر قلبيّ ، هكذا يظلُ الأحباب في دهاليز الذكرى، وهكذا أعرفُ جنسَ الجاحدين .

الآن , أحتسي ذِكرياتي الملوثة بأكسد الهايدروجين !

أُصاب بالتسمم ’ تتسعُ حدقاتُ عينيّ ! , أُقاوم بِشدة بِلا جدوى , كالذي تنزعُ روحهُ ولا يملك إلاّ مقاومةً صُورية تكسبه تعاطف الآخرين في آخر منعطفاتهِ وَ يموت ..

تعاطفُ لا يُغير شيء من مأساته وألمه , يزيدهُ حسرة وألمًا ! ،  ترتفع درجة حرارتي لِ 41 ْ , أُقنع نفسي بأني أحلم وأن كُل ذَلِك ما هوَ إلاّ وهم أقتنعُ أن وهمي الآنْ حقيقة لِبرهة

ما ألبثُ إلا تكذيب نفسي وَ رميها بأكثر العقوبات قسوة وضراوة

أن أُبخر ذاتيَّ ,أن أَجعل مِنها مُجسمًا طينيًا , أو أقتلعها من الموت لِموتٍ آخر تاركًا بعض جسدي طريقُ عودة

لِلآيبين  يأتونَ ينقبون عن الذكريات عن الماضي لا يجدون شيئًا حتى الأرض تملصت من ماضيها و السماءُ تبكي الخيانة بِصمت مُريب , الرياحُ غاضبة تُعري الصخور تصنع منها لوحة فنية جميلة

و هكذا بعض الأشياء التي تعبثُ بنا تدمر قلوبنا وَ تنشر في أجسادنا أشدُ الفيروسات فتكًا تجعلنا أحلى وَ أجمل

ذكرياتي تتساقط كالثمرِ يُعلن تمرده على الشجرةِ !! , أبحثُ عنها لا أجدها

أحاول تذكر المُكان , أحاول تذكر الزمان , لا أستطيع

أحملُ ذاكرتي على النعشِ , تملأ دموعي عيوني وَ المكان الخالي في فسحةِ ذاكرتي المنتهية !

وَ ـأمضي بالطريق , لا أعرف له عمرًا أو هوية لا أعرف إلاّ أنهُ طريق يعود بي إلى البداية !

مددتُ أمعائي , صنعتُ من أحشائيّ طريقًا , أقتلعتُ حِبالي الصوتية مدتتها بالماضي وشددتها بقوة وأصبحتُ أسيرُ عليها كالبهلوان المبتدئ ! ’ أ الآنْ أسقط ؟ لا لا بعد قليل , سيسقط الآن ، ،
لا يحتاج لأكثر من ذلك لِ يسقط !

صوتي الباقي أغنيتي ذكرى , عصارتي الهظمية تشارك معدتي البكاء تتذكرُ السم هيَ ذكرى ،، قلميَ ذاكرةُ أناملي مَحرومة الحلم , خطوتي الآن قادمة لا أملكُ الحدُ الأدنى من مستلزمات الضيافة , تنتظرني كثيرًا

أحتضرُ وهيَ باقية في سبات .

قرار :-

أمرُ أن حنطوا ذِكرياتي ،  هيّ الهوية

هيَ الوطن !

سقوط آخر :- ذكرياتنا هيَ النعشُ الذي يحملنا إلى حياتنا الآخرى , هيَ أسمائنا وَ دمنا هيَ أعمالنا !! ..