حياة مدجنة " بالضياع " !





 

مساء آخر يسكنُ وجهه تفاصيل ذاكرة الحدث؛ فأدجنُ به. مرّ اليوم كما مرَّ الأمس ؛ هذا ما يبدو، إلا بعضُ شذراتٍ هنا وهناك تملئ الجانب المكرور بذاكرتي ؛ أشدني عني؛ لأنفصل؛ لأكون غيّري وتصيرُ حياتي مختلفة، بحزنٍ جديد؛ وبسببٍ آخر لا أعرفه " للكتابة " .

فقدتُ وجهيّ في أثناء كل المواقف التي  تتكاثر علي آلاف المرات ، لم أعد أعرف متى أبتسم ، ومتى يحينُ وقت البكاء ! ، لقد انسحب التأثر من كل موقف, وسكن رئتي ؛ أحسُ بمرارته إذا تنفست –معلقاً ببلعومي- ، وأسمعُ دويه في كل عملية شهيق وزفير..

أريدُ أن أنزعني من ذي الحيّاة الرتيبة، لذا أكتب، وأكتب؛ هناك الكثير لأقوله، والكثير جداً لأسكت عنه، وهذا سبب آخر يسليني ويزرعني على قافيةِ معنى جديد ..  الحب الذي يسكننا هو الذي ينسحب من التفاصيل، ليوجه النظر إليه ؛ نحنُ لا نبحث عنا في الأشياء إلا عندما نفقدها ! . وهكذا يبدأ الضياع الذي نكررهُ حتى نصاب بـ ( روماتيزم ) الذاكرة؛ فنرضى بالسكون؛ فننسى .

ليست هي الرغبة ما يحدد ما نحنُ فيه؛ إنما المقدرة، لقد اختار الإنسان أن يكونَ آلةً، أن يودع قلبه للمجهول ليعيش كالجمادات؛ ليستطيع مواصلة العيش ..

أصلُ بالفكرة؛ لمواطن لم يصلها أحد, لذا لم تعد تغريني فكرة السفر كثيراً، لقد وطئت قدمي كُل عواصم العالم، وبلغتُ بالقلم كل مكان جميل ..

الوطن نص أكتبهُ؛ ونص كتبتهُ أقرأه

لغة تضعني على السطر، وأخرى مخبأة بين الجُمَّل.

الوطن؛ جملة وضعتها على الورق، فوضعتني على محكِ الوجع؛ وعلى طريقِ الذكرى الذي أسلكهُ في القيض ؛ و يكبدني هذا الاحتراق ، لأنطقَ .. الناس تشاهد ما أنا عليه، ومع ذا: تحثني على رؤية الأشياء الجميلة؛ أن أستنشق وردة جميلة؛ بينما تزرعُ أشواكها في فؤادي؛ ما أجمل هذا الألم؛ ما أحلاه !! ..



مستعد لأستقبل كل أنواع النصائح المجانية؛ أو الرخيصة التي لا تستحق ثمن "الورق" الذي كتبت به؛ ومع ذا تبدو ذات قيمة كبيرة عندي، تنبتُ في مُخيلتي أفكاراً جديدة عن الذات؛ عن الحُب؛ والرحيّل ؛ والحيّاة الغاصة بالموت.. ورغم كل شيء تبدو جيّدة بما يكفي لتوصم بأنها حياة ..

يبدو لي الماضي حاضراً، ويصيرُ السؤال القديم –إجابةً ؛ لكلِ ما سألتهُ ، ما أبسط الأشياء التي تُعكس بالمرآة؛ قدر صعوبتها ، هناك جزء مفقود في كل قصة.. جاء ليكون؛ معنى آخر يترنح بين "السطور" و يبدو سبب آخر للكتابة 

وسبباً آخر؛ لأكون غيري في جلِ اندماجي مع أنايّ ..

آتٍ حينَ طرقتُ سبلاً أخرى للوداع

شطري آتٍ؛ شطريّ الثاني : أختار الرجوع.. شطري أختار الضياع،،،

تعليقات