إلى ابن عمي الغالي فهد





تغير العالم، وبدلت الحياة وجهها، كُسيت بحزنٍ دخلَ قلوب من سكن المدينة
وحلَ الفقدُ قَبل الوداع فكسرَ قلبي مرتين، كسر مرارة البعد؛ أن لن نلتقي
أخرى، وكسرُ العيش بدونك.

تتضخم الذكريات فلا أعادُ أتذكر غيّرك ، ابتسامك، طريقتك بالحديث، ونقائك
العظيم، سعيك فيما يساعدُ الناس والكائنات. أتذكرك وتتذكرك الأماكن التي
أضأتها، والدروب التي جعلتها أهِلة، وأكثرَ صلاحيةً للسير فيها.  عزائي
أنك رحلتَ من هذه الدنيا إلى ربٍ عفو رحيم . عزائي أنك ما رحلتَ وقلوبنا
عامرة بك ، قلوبنا التي أحبتك وستبقى على ذا العهدِ ما حييّت .
أسمع  و أقرأ كلام الناس عنك ، ثنائهم عليك، والناس شهود الله في أرضه، لقد حزن الكثير عليك لأثرك الحسن في كلِ نفس .

لقد رأيتكَ في وجوهِ كل الحاضرين ؛ آثارك عليهم لم تزل باقية وتنمو لتغير
وجهَ الأماكن، وتجيءُ بك ظلاً لكل حدثٍ جليل ينمو به الخير أكثر ويصبحُ
أكبر من ذي قبل . لا شيءَ يصف الشعور بغيّابك المُر، غيابك الذي أرانا
وجهك الوضاء يضيءُ الرُده المُعتمة في ذي الحيّاة.

تحويك الأرض اليوم، وأرى في تُربتها محياك، أسمعَ لها صوتاً حزيناً يئن
لآلامنا، يجمعنا الحزن أكثر ونصيرُ جسداً واحداً، نتقوى على ذا الفراق
وما نقوى- و يطبعُ بيديه أثاراً علينا تشهد عليها الكائنات.

يحل صمت المدينة، وتتوشح بحزننا ، لتعلوا أصواتنا على كلِ صوتٍ، وننطقُ
بسمك ثم نقولُ : السلام عليك يوم ولدتَ ويوم تموتُ ويومَ تبعثُ حيا .

رحمك الله يا ابن العم ، و أسكنك أعالي الجنان ، إنا لله وإنا إليه
راجعون ، إن القلب ليحزن وأن العين لتدمع وإنا لفراقك يا فهد لمحزونون 

تعليقات