الستارة التي كشفت جسد الليل .

يختبئ الليل خلفَ ستارة النهار، ويتجلى في الصبح أثر للذكرى يعبر جسدي ويختزنُ ذاته في صوتي الحزين. لم يعد أحد، لم يبقى أحد، ما زلت وحيداً بالمكان الذي يسكنني . كل ما يأتي رحل في قدومه، أرى الأشياء التي ودعتها للأبد عائدة شيئاً فشيئاً بعد إذ لم يستطع الرحيل أن يؤثر بي. تدور الأحداث، ويدور الناس، حتى يعودون للطينة التي خرج منها أدم؛ لأبلغ الوصل ؛ أن يعود بعد إذ ظن ألا يعود ؛ لأن: لا شيء يحوي ضياعه غير صدر الأرض الحانية كأمٍ تواقة لأبناءها. لقد جاء الناس الذين يسكنون قلبي، ورحلوا، ليكتبوا في الفؤاد: أن الرحيّل مُحال، و إن فُرقت الأجساد، يدل الدم النابض عليها، يسقي أسباب اللقاء لتتجدد صور الحياة وتنمو حيث نبقى وحين نعلن للعالم السفر. أينا المُسافر أنحنُ في العالم؟ أم العالم فينا؟. أينا يبتدأ في جسد الثاني أ الصباحُ أم المساء. تسدلُ ستر الذاكرة، لتنمو بذرة يخلقُ منها دروب أخرى نسلكها وقد نسينا، وما نسينا إذ نسيرُ بذات الطرق، محملين بذات القلوب التي تحنُ، وتشتاق لها فيها. ربما أجيءُ من سكك أخرى لأحملَ قاطرة المشاعر ما تعجزُ بعده عن المسير، ولأترقب هذا الوقوف كيف يسير له الناس، ويصيرُ مآوى للفقراء ليلتحفوهُ بعد إذ ملوا لحاف السماء. كل الصامتين قادرين على الحديث، كل حديثٍ يأتي يعلقُ بالذاكرة، وكل صمت يسكن الجانب الآخر من كل كلام يقال وكأنهُ لم يقل. وفوق ذلك ما زال الصمتُ بليغاً جداً؛ أن لا تعبر عن شيء ذلك يعني أنك تُعبر عن كل شيء مُهيب وعظيم في عقولٍ مملؤوة دوماً بالصخب. كلنا ذاك الذي يحتاجُ أن يغسل من عليه أثار الحُزن، ليدلنا علينا بالفرح؛ عندما ابتسم وتدمعُ عيني بعد إذ وجدت مبرراً كافياً للضحك؛ أن أبكي. جسدي الذي وزع في شتات العالم، يجتمعُ عندما أمسك بقلمي و أكتب، كل الحقول، كل الأفكارالتي ضاعت، والمشاعر التي أحسستها من قبل: تتضخم و أراها في الآن؛ لتنقش على أوراقيّ وتمحى مما أراهـُ قادماً في أفولهِ؛ لينمو ذاتاً أو صفة جديدة. يا للفراق بداية للقاء آخر بالذاكرة، ويا للبقاء الذي ينسي الحُب ويجعله مُعتاداً جداً كأيِ سلوك، وعادة. إن النقيض ليدلُ على نقيضه، والمثيل يحجبُ الضوء عن مثيله. تأتي أوقات لتمحو ما مضى؛ وكأن البداية من ذا اليوم الذي نُحس فيه بذواتنا بالآخر المُختلف، كيف يتضعضع كل شيء، وبمكانٍ آخر.. بداية لحياة مُكتشفة، تستحق أن تسمى باسمها. أُحبك هذا ليس سراً إنها الحقيقة التي نمت تحت الضوء، لتطعم البشرية والأرض بعض أثارها، وليبقى بعضُ مِنا ينمو بأماكن كثيرة على هذا الكوكب. إقرأ أيها الباحث عنيّ لستُ أخفي شيئاً هذي ذاتيّ موزعة فيما كتبتُ و أكتب . 

تعليقات