مرحباً،
في الفوضى ذاتها، الفوضى التي
تتغيّر، وتبدلُ في شعوري الذي ينمو، ويصبح ناضجاً بما يكفي لأنسى، ويطبعُ أثر ما
نسيته في حياتي كشكلٍ للوفاء. في الفوضى ذاتها، أبحثُ عنك، في نفسيّ، في السُبّل
الصغيرة التي أثرت بي، في أزقة الفقراء خلفَ صمتِ المدينة، في الربيع المُخبئ على
جبين كل فصل يأتي، وفي ملاجئ الصمت القاتمة، حيثُ لا استبينُ أمراً، ولا يظهر لي
مما كان إلا طيـفاً يشبه وجوهُ المصابيح الخارجة عن الخدمة، هي مصدر ضوء مُحتمل،
لكنها لا تضيء.
مرحباً،
أمنهج كل التلاطم الذي أمر به،
مشاعر الحزن، الممزوجة بفرحة خافتة، برقصة تحبو في صدري، وبكلامٍ قررتُ أن أقوله
وطالته سطوة النسيان، وأقول كلاماً آخر ، لا أدري ما سببه ، ولما أتجه إلى التأمل،
والعزلة عن الكائنات. أنا أنسى كل آخر إلا " نفسيّ" التي تعود إلى وطنها
وتلقاك صورةً لي أحياناً. أيها الوطن الكبير الذي يكتب فيه كل مُحب عرفَ أن جوهر
وجودك في حياته يعني كثيراً من السعادة، والانسجام. ابتسم لذكراك؛ لأنها جميلة.
مرحباً،
التقينا في الذاكرة، كما فعلتُ آلاف
المرّات، تتوقف الأيام عن فعل شيء آخر غيرَ مراقبة حالتي هذه؛ انغماسي في العُزلة،
و وصولي إلى ذروة السكينة، إلى وطنِ النور الذي يملئ قلبيّ، وأروح أفتش في الأحياء
عنك، الشبيه الذي تنمو به صورتك... ويردُ دميّ هذا " أنت " . مُذ اعتدت
على هذا اللقاء، أصبحتُ أسمع صوتاً لدميّ، للماضين فيه، للهويات التي خرجت منها،
وللحب الذي يسافر في العالم ليقرَ بقلبي.
مرحباً ،
عمت مساءً ،
أهلاً ،
أرحب بك في كل ساعة تأتي بالصمت أولاً،
حتى تنبعث كربيع جميل. لم ترحل إلى البرزخ لقد رحلت إلى قلبي؛ ووطدت علاقتي بك.
مرحباً،
أسكبُ بعض ذكرياتي في " العالم
" ، تارةً في الحقول و الغابات، تارةً في الصحاري المُقفرة، وفي القرى التي لا
تعرف معنى للحب؛ لكنها تعيشُ على رغيّفه مدى أيامها. أسكبُ ذاكرتي في الدروب
المُغلقة، والطرق المُعبدة، فيما لا تعيه العيون، وتعيه القلوب. يا عاهل آلام العالمين من الذكرى إليها تسعى
إليك الأماكن ، الوجوه، الاتجاهات التي انتمت لك كظل، ولغة تحكي عنك بعض ما كان؛
الحُب الذي نبعَ منك؛ وسقى الكائنات.
تعليقات
إرسال تعليق
علق وجودك بالكلماتِ التي تكتبها لتحيا في رُده الشعور...