أُنظرني في جبتك
وطناً تأوبُ إليهِ
ووجهاً في المنافي تشتاقهُ
حلماً في المرايا، ووجداً في الحنايا، ريحاً من أثرِ العشقِ تتعطرُ، وخطواً في المدى يتسرحُ.
أُنظرني في جبتك
حلماً يصافحُ في وجهكَ كل الوجوه؛ لافتتةً كتبت عليها لقاءاتنا؛ حديثنا الحلو منسكباً في أكوابِ الشاي تكتسبُ حمرةً من جمرِ الذكريات، من رمادها حين ينثرُ في البيداءِ وطناً، و في القرى نسياناً يجرُ الخطوات إلى مستقر جمالها.
أُنظرني في جبتك
حياةً ولِدتَ منها
وصوتاً في المدى يتبخترُ ؛ صورةً لوجهكَ بهياً، ومتفرقاً يضجُ بك دروباً ومصابيحاً.
أُنظرني في جبتك
جسداً يفلقُ منهِ " عالمك"
شسوعاً، وامتداداً عظيماً ؛ وأخرج من يديّ نهراً، بابَ شعرٍ، وصيرورة أدبٍ حسن.
أُنظرني في جبتك
وألقني فيكَ خارجاً مِنكَ؛ في الأشجارِ حين تتوقفُ عن الإثمار لكنها لا تتوقفُ عن اهداء من يمرونَ عليها هواءً يملء رأتهم التي تجزها لأنها لم تعد قادرةً على فعل شيءٍ غير اعطاهم الحياة.
قالَ في صمته مستوحشاً: أَنظرني إلى وقدةٍ أخرى، يسيحُ فيها الحشا درراً، ومستعاداً للأوطانِ العائدة، ازدهاراً يُغير في الربيعِ ألوانهُ. قلتُ: يالَ اللقاء الذي يجمع في الفراقِ أوصالهُ؛ ذاكرة وصلٍ لا انقطاع لها.
أُنظرني في جبتك
فسيلةً يطلعُ وجهكَ منها
وضوءً يخمرُ رأسهُ ليلاً طويلاً.
يا عاهل آلام العالمين
أطلع من فسائلِ الحُب في النفوس التي سكنتها لغةً تحكى
ولقاءً يصلُ ما كانَ بما سيكونُ توحداً واندماجا.
يا عاهل آلام العالمين
من حزنكَ ضياء يكتبك على وجوهِ المرايا جمالاً لا تنساهُ العيون، وحضوراً يقرُ في نفسِ من يلقاكَ.
أُنظرني في جبتك
حتى تغيّبَ
فإن عُدت فنادِ باسمي كل اسمٍ أُجبك
واسمع صوتيّ في كل صوتٍ يناديك
من الصمتِ تحسس منطقي
ومن الشعرِ اقراء قصائدي.
أُنظرني في جبتك
حتى إذا طلع العاهلُ من صدركَ شمساً
تغيّبُ فيهِ، ويعود فيكَ كل وطنٍ قد أفاء إليهِ بساتيناً وأنهاراً ساعية.
وأكتب بيدك عما كتبتهُ يداه
كن فيهِ وطناً، يكن فيكَ مجراتٍ لستَ تعلمها إلا نفسك الشاسعة.
يا عاهل آلام العالمين
صهرتَ في الحُب وكنتما واحداً، يذوقُ من نبعكَ كل عاشقٍ لا يضمأ في الهيامِ بعد ذلك أبداً.
تعليقات
إرسال تعليق
علق وجودك بالكلماتِ التي تكتبها لتحيا في رُده الشعور...