سلام عليــــك







 سلام عليكَ، وعلى مُقلتيكَ؛ يولد منها نقاءُ المدينةِ... سلامُّ عليكَ، فلقتَ من شوقيّ ضِلعاً يتعكزُ على وجدٍ بيّ، ويتكئ. سلام عليكَ، وعلى راحتيكَ؛ تنثرُ أغصان الزيتون في أكوابٍ مُزجت من ريّحك مسكاً وعنبراً، مرآةُّ تعكسُ قلوبَ الشعراءِ، وصفوفَ الفقراءِ فاكهةَ المراحلِ، والأودية
سلام عليكَ، فلقتَ في صدريّ ريح خيرٍ يتسابقُ بها الربيع إلى الدورِ، والقرى؛ تستعيدُ دفئا قد مضى ثم عادَ في فيه المكان، وأروقةَ المكتباتِ تشكو غيبة الآتين وتحملُ لهم فيها وجوهاً وأفئدة.
مددتُ يديّ؛ لأصافحَ قلبيّ فمدت ليّ كفوفاً لستُ أحصي لها عدداً؛ تلكَ كانت أيادٍ نمَّت بيّ، واستطالت غيابي الطويل عني. مددتُ يديّ؛ فمدَ ليّ العالمُ على مدِ بصريّ، أسمع الكواكب تنادي بيّ طُرقاً قد هجرتها وما هجرتها، ومُدناً صارت بعد الغيّاب مزاراتٍ في أكوابِ الشاي القاتمة، وعلى مقاعدٍ لا هوية لها في ساحةِ الأشواق، تضعُ عنها جراراً من عبقِ الآفلين، وأنهاراً من جرحيّ المُنسابِ في خواصر المكانِ الذي صارَ جميلاً
سلام عليكَ في قلبيّ؛ تزدادُ بهِ حُسناً يزيدُ عن كل ما عداهُ درجاتٍ كثيرة، أغمضُ عينيّ فيتراء ليّ نبضكَ، انسيابك في أجزائيّ، وصوتكَ في صوتيّ حين أكتبُ بهِ، ويصيرُ محفوظاً أبدَ القراءة
سلام عليكَ، وعلى جبينك؛ تقرأُ منهِ ملامحي، ويجيءُ منه جسديّ أغنيةً تمدُ في حبالِ وصلك توطئةَ توحدٍ وانصهار
سلام عليكَ، وعلى فؤادكَ النامي في صدريّ، فوقَ ما عداهُ، هذه صنائـع الحُب في كل قريةٍ، وبينَ أغصانِ الحقول المترامية تعيّث في القلوبِ فتنةً من العشقِ تشعلُ همساتها
سلام عليكَ، وعلى صدركَ؛ كُراسةَ ذاكرةٍ وشِعر، وحلماً من خدورِ الصبايا يُنسج، ومن اتقادٍ عجيّب بخطو المُحبينَ، يضيءُ دروبهم فيصيرُ الظلام بعد ذلك نهاراً. 
يا عاهل آلام العالمين، ألقِ التحيّة على من أحببتَ يصيرُ وطنَ صبابةٍ، ومتصلَ عشقٍ وهيامٍ فسيح. يا عاهل آلام العالمين ينثرُ الحسن من راحتيك، ومن فيهكَ تسمعُ الأغاني برونقٍ آخر... يقرُ في قلوبِ القارئين، ويمطر على صفحاتِ الكاتبين فكراً بديعة. 
سلام عليّ، أحببتكَ، وصارت دروبُ المحبينَ تقودُ إليّ، وتولد من دميّ معاداً نقيّة. سلام عليّ، أحببتكَ، وصِرتَ منيّ هويةً أنادى بها، ويعرفني بها العالمين... فقدتُ في الحبِ نفسيّ، حتى رأيتُ نفسيّ فوقَ عرشِ الحُب ملكاً يهابُ بعلائـّقِ الهيام، وبتحدرِ الدموع التي تسقي أوطانها خُضرةً، وجمالاً. 











تعليقات