وترجل الأستاذ الحسن بن عبدالله الهنيدي عن الدنيا الفانية - رحمه الله-

الحسن بن عبدالله الهنيدي، صاحب الفضيلة، الأستاذ الفقيه، الموثق والمحامي المتدرب، ومُدرب الحياة. لم يمرّ أبدًا كل يومٍ أمضيناهُ في التلقي العلمي والعملي بمركز التدريب العدلي إذ مُهر من الفوائدِ الجليلة ومن العلوم النفيسة التي امتاز بها الشيخ، فكنا في كل دورةٍ نستزيدُ من نفحاتهِ الايمانية، ومن آراءهِ المفيدةِ، ومن وجودهِ العامر. 

وكنتُ أمتع في الحواراتِ عن الأدبِ والشعر في الصالةِ العلوية بالدور الثاني في المركز، أو المقاعد التي تلي المكتبة، فلنا في كل قاعةٍ ذاكرة حية، ولنا في كل مكانٍ حكايةٌ ملتمة تحيا وتترعرع في الفؤادِ.

كان الأستاذ شغوفًا في التلقي والطلب، مع ما يكابدُ من المدلهماتِ الجسديةِ والغسيل الكلوي الذي لا يبارح من الوقتِ حتى يعود، وهو الذي يأتينا مسافرًا تارةً من جدة وتارة من أبها لتلقي البرامج التدريبية كان أعجوبةَ صبرٍ مع حسنِ توكل على الله عز وجل.

وبعد ما مَرّت الفترة التدريبية، وحزنا شهادةَ الاجتياز للمحاماة، رأينا من عباراتهِ التشجيعية، و مباركاتهِ للزملاء خير مثالٍ على الخلقِ الحسن، والتواصل الجميل كما هو معتاد من الأستاذ الطاهر .

واليوم ألمنا فقده ورحيله، وصعقنا بعده وغيابه، وعزاؤنا أنه قادم إلى رب كريم، أسأل الله تعالى أن يغفر للحسن ويسكنه جناتهِ، ويجعل ما أصابه تكفيرًا له ورفعةً في درجاته، وألهمنا ومحبيه الصبر ،  إنا لله وإنا إليه راجعون.