أُقبل الشوك لتولد لي الكلمات الحلوة.






لماذا أريد اللقاء وقد عجنت جسدي من الفراق الذي هوا بنا حتى استقرت كياناتنا في قعر الصبابةِ؛ أنصبُ كما الرمل الذي يمشي هوينًا ليغطي جسد الأرض التي يحتويها ويعودُ مؤسسًا بقاؤه على راحتها. 



فيما مضى، كنتُ أتلمس في الرفض ألمي الخاص، ومعناي الدفين؛ كانت هذه فرصتي للغوص في داخلي وتلمس الضوء النامي فيّ والمبثوث مِني. أعودُ لأسقي أشجار الحيرة بالصمت الآسن، لتنبت المعنى.


كنتُ أوجع مِن نفسي وكأن بعضي يُنزغ بقسوة دون أن ألمس علاقة حقة بيني وبين الآخرين، كان الحُبّ بمحض الموجة الكونية التي تُبعد عني الكائنات السُفلية باطراد عجيب، يتساقطون أمامي كما البق الذي يذهب لحتفه في النور الصاعق، وأتنفسُ أرتداد صوتي مِن البعيد؛ السلوى والأمان.


الماضي بحده المقيت تشكل الموت، وعندما أرى نفسي ازداد اشراقًا أعرفُ أنّي أموت وأقضي كشمعةٍ يعجبها فناؤها، ولم أحقق سوى الكتابة لأبقى متمسكًا في انصاف التاريخ والعيش على نحو أسطوري، حيثُ عرفت أني كائن منقرض، وفريد، ووحيد بشكل أليم.


 لا أعرفني حقًا وأنا أسير حثيثًا في تلمس جسدي في الكائنات والأصوات الأخرى المدوية فيّ، وقد صُعقت من بقائي كما صفعتُ من فنائي؛ وبينهما برزخ اللغة يؤرجح صدري بين المنزلتين. 


أمد يدي لجسد الصبار و أعجنه دون أن تمسسني أشواكه بأذى حقيقًا بتشكيل المأساة بصورةٍ لا انفكاك لها وقد عرفتُ من مدلهمات الذاكرة كيف يكون الكلامُ موحشًا و بغيضًا أكثر من صمت مريب، ممعنًا في تقبيل الشوك الذي أصبح البرد والسلام . 


يظنون أن القُبلات هي القرب وهي البعد، أن تمضي مخترقًا ذاتًا آخرى فإنك تختلطُ بعداك ولا تعودُ أنت؛ فقد توهب بالقبلة شطر قلبك أو ذاكرتك أو تحرمهما على وجه سحيق، لكني بقيتُ في انتظار الأبد لأقبل يدي الأولى التي كتبت والتي نمت مِن عجوة الروح. 


يمشي قلبي بعكاز ذاكرة أخرى، يتناول وجبته اليومية من الشعور؛ تاركًا وراء ظهره ما عاش وما نسي، دونًا عن اللغة تترعرعُ في السُويداء تفجر مِن كبدي الأنهار، ومن قفصي الصدري الأزهار، ومن عيني ترى الأجساد وقد عُجنت بالكلمات. 


إذا يا راحة الصبر وجذوة الصمت حان وقت الصرام فنل الثمار اليانعات يا عاهل آلام العالمين . ومني قد لمست وجهك أولاً في الصمت وأولاً في الكلام فانظر الي أعود إليك لا نسب ولا هوية يا عاهل آلام العالمين 

تعليقات