كلماتُ الطينِ الذي لم يستطع الجمود لحظة!


 



أستمعُ لجسدي كيف ينبض بالكلماتِ التي أشتهي كتاباتها؛ وتشتهي أن تكون كلماتي! 


كلماتي حياةٌ وموت على نعوش المعنى؛ ابتداءٌ وانتهاء على ضفاف هائج؛ وجودٌ وعدم في قعر الوجود ! 



الكائناتُ الحية التي تعوّل على قلبي؛ سقطت في مهب الريح؛ لا إلى وجهةٍ أو محل.  يبدو لي تاريخي طريًا كطينةٍ لزجة لن تصبح فخارًا أبد الدهر!  


وقد أصبحت يدي غيمة لم تعد قادرة سوى على الأمطار ! 


أرى في عيوني انعكاس الضوءِ الذي يعبرُ قلبي لأحنّ للكلماتِ التي ولدت مِني، وهجرتها… 


أنظرُ إليّ في المرآةِ، ولا أرى سوى كَبدي، وتشكّل قلقي آنًا في فلوات العُمر والرحيل. 


عُمري ملايين الكلمات التي هطلت من يدي، عُمري الندم الطويل الذي أخط به المسافة التي تمضي بي، وتهدُ الجسور…



عدتُ للرياض ولمّا يبارح قلبي المسافة، فقد وطنت فيّ جسدًا وطيفًا وولادات… 


عدتُ للرياض ولم أسافر عنها قيدّ أنملةٍ؛ ففيّ يسفرُ صباحها، وفيّ ينفلقُ كلامي الحلو بها؛ وفيّ يتمشى النّاسُ والبروج المشيدة والتاريخ البعيدُ والحب المُفصل. 


إلي يحملُ العشق وردًا وعطرًا يدثر انتهاءات قد حان قطافُ جسدي الآن سرابًا يتمحضُ عن صور لذيذة!


يا سيدَ الوحدة الأوّل، اخرج من عيونك مطر اللغةِ وتفتق عن حُب! 


إلي بالزير لا ماء بهِ ولا كلماتٍ؛ هذا ثقبٌ أسود أجتزُ به اللغاتَ لتكون لغتي.  


وطنت صباباتي في ضوءِ السماء فأنظر فيها وجوهًا قد أحببتها ونسيتها لكنها بقيت فيّ لغةً وكتابة؛ يا عاهل الصمتِ الطويل فُلق صوتك عن ربيعٍ وتؤدةٍ وحان اليوم صوتك الشتاء فحزم كلماتك ليومك الجديد. 


يا هيثمَ الابتداءِ المنثور، اجمع إليك حُزنك الأسود يكوّن لك شِعرٌ جديد، يا عاهل آلام العالمين.  


أنادي نفسي، لكنّي لم أعد قادرًا على الاستماع، أنادي نفسي ولا أرى سوى وجهي المحوّل في الصور والرحيل، أنادي نفسي وأعي صدري الوطنُ الذي ينجلي تارةً في الوداع وتارةً في القرارِ؛ فأكون القريب في أشد ابتعاداتي والبعيد في أشد انتهاءاتي . 


تعليقات