تأتي القصيدةُ كهيئة حلم، وتغاريد طيور لطيفة؛ وسرعان ما تغيب بعيدًا في السماء ، ويحلّ صمتٌ يعقد حاجبي المكان، وتهربُ فيه الرسوم من اللوحات، ويتخذ الأثاث أقدامًا ليواكب الهروب الكبير، ولا يبقى سوى كلمةٌ واحد هي: حُبّ، تحركني من دهشتي، وتكسرَ جمودي
ألملم ما تبقى من الفراغ، حتى لا يبتلعَ من أراد الهروب؛ متخففًا من جسدي وثباتي، متداعيًا كفرع شجرةٍ تتراقصُ مع الريح وإن كسرتها
أتذكرُ لكن صدري لم يعد يشعرُ، ولم أعد أعرفُ أهذهِ ذاكرتي، أم ذاكرةٌ أخرى تسللت إليّ ،
يسكنني وجعٌ قد نمى وتدلى، وأصبح مِني اللغةَ والوجود، أطرقُ باب قلبي فتفتح لي أبوابُ المتاهةِ؛ لا للوصول ولا للضياع
همتتُ أن أُحرقَ القصص الذابلة؛ فلا يبقى مِني إلا رمادٌ يسافر في الحقولِ، ويهبها مِن صمتيّ الشِعرَ والألوان…
يديّ قلبانِ وبينهما فجوةُ الليل والنهار، وسكون الليل وإشراق الحركة الصباح …
أنصُ جسدي على جادةِ العشق؛ أقوّمُ أركانهُ بالقبلاتِ، واللمس؛ أصل إليه أحيانًا وأحيانًا لا أضمُ سوى خيالٍ بعيد؛ بين أن أكون غيمةً وأن أكون جسدًا أكون لغةً، وصوتًا يهزُ كيانه أن يُرى بعيني…
أسحب مائي، من بئر الظُلمات؛ ولا يجيءُ ليّ صبح جديد؛ عتمةٌ فوق العتماتِ، حِبرُ هذه الروح تدفقَ في الأرضِ جرحًا ونبعًا وإنتهاءً
أقدمتُ على محو ما كنتُ، أصبحتُ صفحةَ تاريخٍ جديد معجونةٌ بخيوط الضوء التي عادت دون اخبار؛ لتكشف عن سُحنة وجهي الآخر، فلم تحلّ المرآة بعدُ ليرى!
يا عاهل الجراح المسك، وجوهر البعادِ الملح، وقارب الأمنيات للولادة قد حانت عينيك الآن؛ فنظر بهما الكتابةُ جسدك، والتاريخ معناك ملايين السنين الضوئية، وقربك الحُب الخلود، يا سيد المضي الشعوري في الافئدة يا عاهل آلام العالمين .
تعليقات
إرسال تعليق
علق وجودك بالكلماتِ التي تكتبها لتحيا في رُده الشعور...