هنيهةٌ لأوقظ قلبي الذي نام بعيدًا في دجى الظلماتِ؛ يزرعُ فلقات الصباح في الدهاليز والمتاهاتِ البعيدة... هنيهةٌ لأقطفَ وجعي من كبدي ومن غسقي…
ليس لي جسدٌ غير هذه الغيمةُ المضرجة بكلامي، والهاطلةُ بوجوهي وأقنعتي ومأساتي،
ليسَ ليّ وجهٌ غير هذهِ السحنةُ التي أعجنها بين الجُمل والكلماتِ ويصبح القصيدةَ والترانيم،
هنيهةٌ أحتسي الرياح قليلاً لينفلق قلبي عن الكواكب المضرجة بالدماء، وأكتب بجسدي الشِعرَ…
أحسُ في أعضائي رقصٌ بعيد؛ في دجى العتمةِ كانت ولادةُ الكلماتِ الحلوة، ما أريدُ بالضوءِ وقد وهبتُ هذه المعاني؟
هنيهةٌ وأكون كلامًا لا يغيبُ، ولا تجري عليه السنون والنسيان، هنيهةً وأكونُ الوطن والقريةَ والنشيد؛ وهذا الدمُ المنسابُ في شقوق روحي يهبها الحياة العجيبة!
أمدُ صوتي سجادةً للريحِ التي تُنقلني في الآن بين المُدن الباكية، وعلى اشراقةِ القمر أقرأ وجهي وأتلمس وجعي.
ليس هذا اسمي،
لا هذه الذاكرةُ الغريبة دمي، تفجر في صوتي نهرٌ بديع من حقول الكلامِ، وأمي تربتُ على كتابٍ تقرأوه وتقول: هذا وجهك الجديد، وأقد أصبح دمي نخلةً، وقهوةً، وتمرًا ؛ أتناولهُ لأعرفَ عني…
نموّت في الحقولِ التي ران فيها خافقي، وانتهائي، وقد ذبل العشبُ في صدري واستطالت الورودُ لتصبح أطول من الجبال البعيدة…ويصبح ما عداها أقزم منها.
وسمعتُ صوت الصمت يجري في خلاياي ابتعادي، ودم انتشائي … والقريةُ في دورانٍ وذهولٍ وذبول!
غريبًا هذهِ صعقتي التي تفتت قلقي، وإمعان قلبي في ابتعاده مع أنه قريبٌ جِدًا .
أعصرُ العتمةَ لأوهبَ العمقَ الغائر البعيد؛ لألقى وجهي المُسافر في دجى الظلماتِ ليكتبَ ويموتَ ويحيا ليكون جسدَ الكتابةِ ويقطفَ مِن صوريّ معانيها .
أقتربُ مِني، أعانقُ ظلي الذي يتمشى هنا وهناك؛ لأكونّه في الكلماتِ وعلى الأوراق، وقد أخذتُ وجهي مِن بيوتاتهِ لأنشدَ ألمًا آخر.
هذهِ أجسادي الجديدة، بابٌ للضوءِ المحبوسِ في أعضائي؛ أتمشى بين الذكرياتِ وأقطف منها "الصور" التي أبتغي، وبعض القُبلات التي علاها الغُبار، والأحضان التي تركت للتحجر والمرارة؛ لأكوّن الكلمات.
أمتد زماني على نحو بعيد ثم اجتمع واجتمع وصار هنيهةً يجتمع فيها الطفلُ والشابُ والشيخُ وألحظ حياتي ومماتي على حدّ السواء والكتابة. هل أنادي نفسي وقد فقدتُ اسمي؛ يا عاهل آلام العالمين وطن الجراح قد نور بالكلماتِ، وأصبح قلبك زاهيًا بلا ذاكرةٍ أو جرحٍ أو شعور فكن للحبّ مرساة البعد الجديد، واقترب.
تعليقات
إرسال تعليق
علق وجودك بالكلماتِ التي تكتبها لتحيا في رُده الشعور...